فَلَقِيَهُ الرجل فَقَالَ: نهيتني عَن شَيْء وأوتيته! فَقَالَ الْخَلِيل: اعْمَلْ بعلمي وَإِن قصّرت فِي عَمَلي ... ينفعك علمي وَلَا يضررك تقصيري لما عزم الرشيد على الْحَج قَالَ لجلسائه، وَفِيهِمْ الْأَصْمَعِي، من يُعادلني على أَلا يسكت؟ فصكتوا إِلَّا الْأَصْمَعِي، فَإِنَّهُ ضمن معادلته على الْوَفَاء بِهَذِهِ الشريطة، فَلَمَّا اسْتَويَا فِي الْقبَّة أَخذ فِي كتاب الْمُبْتَدَأ، فَلم يزل يَسُوقهُ حَتَّى استتمه فِي آخر معادلته إِيَّاه. قَالَ الْخَلِيل: من اسْتعْمل الْجَزْم فِي وَقت الِاسْتِغْنَاء عَنهُ اسْتغنى عَن الاحتيال فِي وَقت الْحَاجة إِلَيْهِ. كَانَ يُونُس يَقُول: " إِذا شهر لَك الأحمق سَيْفا فتوقه بجنة الرِّفْق ". قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: الْغبن غبنان: الغلاء والرداءة، فَإِن استجدت الشرى ذهب أحد الغبنين. قَالَ جحظة: قَالَ لي ثَعْلَب: " الْمَرْأَة الصَّالِحَة كالغراب الأعصم "، وَهُوَ الْأَبْيَض الرجلَيْن، وَلَا يكَاد يُوجد. قَالَ الصولي: كُنَّا عِنْد ثَعْلَب فَغَضب على وَاحِد، ثمَّ سكن بعد إفراط فَقَالَ: حَدثنَا من رأى العتابي يُخَاصم - وَقد زَاد فِي القَوْل فعوتب - فَقَالَ: " إِذا تشاجرت الْخُصُوم طاشت الحلوم، ونُسيت الْعُلُوم ". قَالَ أَبُو مُوسَى الحامض قرئَ على ثَعْلَب من كتاب بِخَط ابْن الْأَعرَابِي خطأ، فَقيل: أفنغير؟ قَالَ: دَعوه ليَكُون عذرا لمن أَخطَأ ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute