للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَذَا، يَعْنِي غلاف مزملة فَارغًا، فَدخلت فِيهِ، وغطى رَأسه، ثمَّ خرج إِلَى الرَّسُول، فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ عِنْدِي، فَقَالَ: أُخبرت أَنه دخل إِلَيْك، قَالَ: فَادْخُلْ الدَّار وفتشّها، فَدخل وَطَاف فِي كل مَوضِع من الدَّار، وَلَك يفْطن للغلاف ثمَّ خرج، فَجعل أَبُو حَاتِم يصفق وَيَقُول: الْمبرد الْمبرد، وتسامع النَّاس بذلك فلهجوا بِهِ. قَالَ اليوسفي الْكَاتِب كنت يَوْمًا عِنْد أبي حَاتِم السجسْتانِي إِذا أَتَاهُ شَاب من أهل نيسابور فَقَالَ: يَا أَبَا حَاتِم، إِنِّي قدمت بلدكم، وَهُوَ بلد الْعلم وَالْعُلَمَاء، وَأَنت شيخ أهل الْمَدِينَة، وَقد أَحْبَبْت أَن أَقرَأ عَلَيْك كتاب سِيبَوَيْهٍ، فَقَالَ لَهُ: الدّين النَّصِيحَة، إِذا أردْت أَن تنْتَفع بِمَا تَقْرَأهُ فاقرأ على هَذَا الْغُلَام - مُحَمَّد بن يزِيد - فتعجبت من ذَلِك. قَالَ الْمبرد: الْغَيْبَة جهد الْعَاجِز. وَكتب يَوْمًا كتابا إِلَى الطَّائِي يعْتَذر فِيهِ ثمَّ أَخّرهُ وَقَالَ: الْكتاب إِلَى الطَّائِي بِمَنْزِلَة الديكبريكة إِن أقللت خلّها صَارَت قلبّة، وَإِن زِدْت فِيهَا صَارَت سكباجاً، وأكره أَن أعرب فَلَا يفهم أَو أقصّر فيستخف بِالْكتاب. قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: الْغبن فِي شَيْئَيْنِ الغلاء والرداءة، فَإِن استجدت الشّرى أحرزت أحد الغبنين. قَالَ الْأَصْمَعِي: رَأَيْت فرس أبي النَّجْم الَّذِي قَالَ فِيهِ: فَجَاءَت الْخَيل وَنحن نشكله ... فقومته أَرْبَعِينَ درهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>