للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَاشْتَدَّ ذَلِك عَلَيْهِ، وعليّ أَنِّي لم أره. فَقَالَ لَهَا: غنيني غير هَذَا، فغنت: أبْكِي فراقهم عَيْني وأرّقها ... إِن التَّفَرُّق للأحباب بكاء مَا زَالَ يعدو عَلَيْهِم ريب دهرهم ... حَتَّى تفانوا، وريب الدَّهْر عدّاء فَقَالَ: لعنك الله، أما تعرفين من الْغناء غير هَذَا؟ فَقَالَت: مَا تغنّيت إِلَّا بِمَا كنت تُحبّه، ثمَّ غنّت: أما وربّ السّكُون والحرك ... إِن المنايا كَثِيرَة الشّرك مَا اخْتلف اللَّيْل وَالنَّهَار وَلَا ... دارت نُجُوم السَّمَاء والفلك إِلَّا لنقل السُّلْطَان من ملك ... عان بحب الدُّنْيَا إِلَى ملك فَقَالَ لَهَا غضبة الله عَلَيْك، قومِي، فَقَامَتْ. وَكَانَ لَهُ قدح بلّور حسن يحيّه، فَعَثَرَتْ بِهِ فَكَسرته، فَقَالَ لي، أما ترى؟ أَظن أَمْرِي قد قرب فَقلت: بل يُطِيل الله بَقَاءَك، ويكبت عدوّك. فسمعنا قَائِلا يَقُول: " ٌُضي الْأَمر الَّذِي فِيهِ تستفيان ". فَقَالَ أما سَمِعت يَا إِبْرَاهِيم؟ قلت: مَا سَمِعت شَيْئا، وَكنت قد سَمِعت. وَكَانَ ذَلِك آخر عهدي بِهِ. دخل رجلَانِ على عَائِشَة، فَقَالَا: إِن أَبَا هُرَيْرَة يُحدّث أَن النَّبِي، عَلَيْهِ السَّلَام، قَالَ: " إِنَّمَا الطَّيرَة فِي الْمَرْأَة وَالدَّار وَالدَّابَّة ". فطارت شفقاً. فَقَالَت: كذب. وَالَّذِي أنزل الْقُرْآن على أبي الْقَاسِم، عَلَيْهِ السَّلَام، إِنَّمَا قَالَ: " كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يَقُولُونَ: إِن الطَّيرَة فِي الدَّابَّة وَالْمَرْأَة وَالدَّار " ثمَّ قَرَأت: " مَا أصتب من مُصِيبَة فِي الأَرْض وَلَا فِي أَنفسكُم إِلَّا فِي كتاب من قبل أَن نبرأها ". جَاءَ رجل إِلَى مُعبّر، فَقَالَ: رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي - هوذا - أقلى بعر الْجمل على مقلاة. قَالَ المُعبّر: هَات قِطْعَة حَتَّى أًعبّرها لَك. قَالَ: لَو كَانَت معي قِطْعَة كنت اشْتريت باذنجان وأقليه وَلَا أقلى البعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>