للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَبُو العبر: كُنَّا نَخْتَلِف - وَنحن أَحْدَاث - إِلَى رجل يعلّمنا الْهزْل فَكَانَ يَقُول: أول مَا تُرِيدُونَ قلب الْأَشْيَاء. فَكُنَّا نقُول إِذا أصبح: كَيفَ أمسيت؟ وَإِذا أَمْسَى: كَيفَ أَصبَحت؟ وَإِذا قَالَ لِأَحَدِنَا: تعال إليّ تَأَخّر إِلَى خلف، وَإِذا قَالَ اذْهَبْ سعى بَين يَدَيْهِ. وَكَانَت لَهُ أرزاق يعْمل كتَابَتهَا فِي كل سنة، فعملها مرّة - وَأَنا مَعَه - فَلَمَّا فرغ من التوقيع فِيهَا، وَبَقِي الْخَتْم قَالَ لي: أتربها وهاتها. قَالَ: فمضيت وصببت عَلَيْهَا مَاء، فبطلت، فَلَمَّا رَآهَا قَالَ لي: وَيلك! مَا صنعت؟ قلت: مَا نَحن فِيهِ طول النَّهَار من عكس الْأَشْيَاء. فَقَالَ: وَالله لَا صحبتني، أَنْت أَجْهَل مني وأحمق.

<<  <  ج: ص:  >  >>