للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخل رجل حَماما فسرقت ثِيَابه، فَخرج وَهُوَ عُرْيَان، وعَلى بَاب الحمّام طَبِيب. فَقَالَ لَهُ: مَا قصتك؟ قَالَ: سرقوا ثِيَابِي. قَالَ: بَادر ونفسّ الدَّم، حَتَّى يخف عَنْك الْغم. قيل لبَعض الْأَطِبَّاء: أَي وَقت للطعام أصلح؟ فَقَالَ: أمّا لمن قدر فَإِذا جَاع، وَلمن لم يقدر فَإِذا وجد. مر طَبِيب بِابْن عبد الْوَاسِع الْمَازِني، فَشَكا إِلَيْهِ ريحًا فِي بَطْنه. فَقَالَ: خُذ كف صعتر. قَالَ: يَا غُلَام، الدواة والقرطاس، ثمَّ قَالَ: أصلحك الله، مَا كنت قلت؟ قَالَ: قلت: خُذ كف صعتر، ومكوك شعير. قَالَ: لم لم تذكر الشّعير أَولا؟ قَالَ: وَلَا علمت أَنَّك حمَار إِلَّا السَّاعَة. مرض أَحمَق، فَدخل إِلَيْهِ الطَّبِيب، فساءله عَن حَاله. فَقَالَ: أَنا الْيَوْم صَالح، وَقد قرمت إِلَى الثَّلج. فَقَالَ الطَّبِيب: الثَّلج رَدِيء يزِيد فِي رطوبتك، وَينْقص من قوتك. فَقَالَ: أَنا إِنَّمَا أمصه وأرمي بثفله. ذكر زرقان الْمُتَكَلّم قَالَ: أَقمت عِنْد ابْن ماسويه يَوْمًا، فقدّمت الْمَائِدَة وَجِيء عَلَيْهَا بسمك وَلبن، فامتنعت من أَحدهمَا. فَقَالَ لي: لم امْتنعت؟ فَقلت: خوفًا من أَن أجمع بَينهمَا. فَقَالَ لي: أَنْت رجل من أهل النّظر وَتقول هَذَا القَوْل! لَيْسَ يَخْلُو أَن يكون كل وَاحِد مِنْهُمَا ضدّاً لصَاحبه، أَو مُوَافقا لَهُ؛ فَإِن كَانَ ضداً لَهُ فقد أدخلنا على الشَّيْء ضِدّه، وَإِن كَانَ مُوَافقا فاعمل على أنّا وَدِدْنَا سمكًا أكلناه. جَاءَ رجل إِلَى بعض الْأَطِبَّاء، فَشَكا إِلَيْهِ وجع بَطْنه. فَقَالَ لَهُ: مَا أكلت؟ قَالَ: خبْزًا محترقاً. فَدَعَا الطَّبِيب بذرور ليكحله. فَقَالَ الرجل: إِنَّمَا أَشْكُو بَطْني. قَالَ: قد علمت، وَلَكِنِّي أكحلك لتبصر الْخبز المحترق فَلَا تَأْكُله بعد هَذَا. قَالَ شيخ من الْأَطِبَّاء: الْحَمد لله، فلَان يزاحمنا فِي الطِّبّ وَلم يخْتَلف إِلَى البيمارستان تَمام خمسين سنة. قَالَ بَعضهم لطبيب نَاوَلَهُ دَوَاء: قدر كم آخذ مِنْهُ؟ قَالَ: تَأْخُذ مِنْهُ قدر بَعرَة وتدوفه بِقدر محجمة مَاء وتضربه.

<<  <  ج: ص:  >  >>