الظل عرمضها طامي فَقَالَ الرَّاكِب: من يَقُول هَذَا الشّعْر، فَقَالَ بَعْضنَا: امْرُؤ الْقَيْس. قَالَ: هَذِه وَالله ضارج عَنْكُم - وَقد رأى مَا بِنَا من الْجهد - فزحفنا إِلَيْهَا فَإِذا بَيْننَا وَبَينه نَحوا من خمسين ذِرَاعا؛ وَإِذا هِيَ كَمَا وصف امْرُؤ الْقَيْس يفِيء عَلَيْهَا الظل. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ذَاك رجل مَشْهُور فِي الدُّنْيَا خامل فِي الْآخِرَة، مَذْكُور فِي الدُّنْيَا منسي فِي الْآخِرَة، يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة مَعَه لِوَاء الشُّعَرَاء يقودهم إِلَى النَّار ". قَالُوا: بَينا حُذَيْفَة بن الْيَمَان وسلمان الْفَارِسِي يتذاكران عجائب الزَّمَان وَتغَير الْأَيَّام - وهما فِي عَرصَة إيوَان كسْرَى، وَكَانَ أَعْرَابِي من غامد يرْعَى شويهات لَهُ نَهَارا، فَإِذا كَانَ اللَّيْل صيرهن إِلَى دَاخل الْعَرَصَة، وَفِي الْعَرَصَة سَرِير رُخَام كَانَ رُبمَا عَلَيْهِ جلس كسْرَى، فَصَعدت شويهات الغامدي إِلَى ذَلِك السرير - فَقَالَ سلمَان: " وَمن أعجب مَا تَذَاكرنَا صعُود غنيمات الغامدي إِلَى سَرِير كسْرَى ". قَالَ بَعضهم: دخلت على صابح مولى مَنَارَة فِي يَوْم شات وَهُوَ فِي قبَّة طارمة مغشاة بالسمو، مفروشة بالسمور، وَبَين يَدَيْهِ كانون من فضَّة، وَهُوَ يُوقد عَلَيْهِ بِعُود. ثمَّ مرت سنيات فَرَأَيْت صابحاً على حمَار بإكاف يقف على النَّاس على الجسر فَيَقُول: أَنا صابح مولى مَنَارَة، تصدقوا عَليّ رحمكم الله، فَلَا يطيعه كثير من النَّاس، وَإِن أعطَاهُ إِنْسَان، أعطَاهُ درهما وَاحِدًا فَمَا دونه. قَالَ الجاحظ: نصب ابْن لمُحَمد بن إِبْرَاهِيم - كَاتب ابْن أبي دَاوُد - فخاً على ظهر الطَّرِيق إِلَى جَانب حَائِط. فجَاء بعض الأتراك فَبَال فِي مَوْضِعه، فَلَمَّا أَرَادَ أَن يتمسح، نظر إِلَى نبكة مُرْتَفعَة فتمسح بهَا، فَوَقع الفخ فِي ذكره وخصييه وَظن التركي أَنه أَفْعَى، فَمر يعدو، وَابْن مُحَمَّد يعدو خَلفه ويصيح: فخي، فخي. والتركي يَقُول: فخ إيش؟ وَيلك! فَاجْتمع النَّاس فخلصوا خصيي تركي من الفخ. وَكتب بذلك صَاحب الْبَرِيد إِلَى المعتصم، فَلَمَّا دخل ابْن أبي دَاوُد، قَالَ لَهُ: من كاتبك هَذَا الَّذِي يصيد ابْنه خصى الأتراك بالفخاخ؟ فَقَالَ: وَالله مَا أعرفهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَلَمَّا انْصَرف سَأَلَ عَن الْخَبَر، وَأخرج الْغُلَام من دَاره. قَالَ بعض الْأَعْرَاب: أضللت بَعِيرًا لي فَخرجت فِي طلبه، فَبينا أَنا أَسِير إِذْ رَأَيْت خباء فَإِذا فِيهِ جَارِيَة جميلَة. فاستضفتها فأضافتني، وقدمت إِلَيّ طَعَاما، فَلَمَّا مددت يَدي إِلَيْهِ، طلع بَعْلهَا فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَت: ضيف استقرانا فقريناه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute