، فَأَعْطَانِي عاشرة، فَقلت: " يَا أَبَت إِنِّي رَأَيْت أحد عشر كوكباً "، فَأَعْطَانِي الْحَادِي عشر، فَقلت: " إِن عدَّة الشُّهُور عِنْد الله اثْنَا عشر شهرا فِي كتاب الله " فَأَعْطَانِي الثَّانِي عشر. فَقلت: " إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ يغلبوا مِائَتَيْنِ " فحلق بالجام إليّ وَقَالَ: كل يَا ابْن البغيضة، فَقلت: وَالله لَئِن لم تعطنيه لَقلت: " وأرسلناه إِلَى مائَة ألف أَو يزِيدُونَ " قَالَ: فَضَحِك من قولي وَأمر لي بِثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم. وَقيل لبنان: من دخل إِلَى طَعَام لم يدع إِلَيْهِ دخل لصاً، وَخرج معيراً؛ فَقَالَ: أما أَنا فَلَا آكله إِلَّا حَلَالا. قيل لَهُ: وَكَيف ذَاك؟ قَالَ: أَلَيْسَ صَاحب الْوَلِيمَة يَقُول للخباز أبدا: زد فِي كل شَيْء فَإِنَّهُ يجيئنا من نُرِيد وَمن لَا نُرِيد؟ فَأنْتم مِمَّن يُرِيد وَأَنا مِمَّن لَا يُرِيد. وَقَالَ بَعضهم: قدم أَعْرَابِي من الْبَادِيَة عليّ فَقدمت إِلَيْهِ دجَاجَة مشوية، ولي امْرَأَتَانِ وابنان وابنتان، فَقلت للأعرابي: اقْسمْ الدَّجَاجَة بَيْننَا نُرِيد بذلك أَن نضحك مِنْهُ، قَالَ: فَأخذ رَأس الدَّجَاجَة فَقَطعه، ثمَّ ناولنيه، فَقَالَ: الرَّأْس للرئيس، ثمَّ قطع الجناحين وَقَالَ: الجناحان للابنين، ثمَّ قطع السَّاقَيْن وَقَالَ: اسلاقان للابنتين، ثمَّ قطع الزمكي وَقَالَ: الْعَجز للعجوز، ثمَّ ضم الْبَاقِي إِلَيْهِ وَقَالَ: الزُّور للزائر، فَأخذ الدَّجَاجَة بأسرها، فتحيرنا وسخر بِنَا. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك أحضرت خمس دجاجات، وَقلت: اقسمها بَيْننَا، فَقَالَ: كَيفَ تحب الْقِسْمَة شفعاً أَو وترا؟ فَقلت: لَا، بل وترا. فَقَالَ: أَنْت وامرأتك ودجاجة وتر، وابناك ودجاجة وتر، وابنتاك ودجاجة وتر، وَأَنا ودجاجتان وتر. فضحكنا، فَقَالَ: لَعَلَّك لم ترض بهَا، إِن شِئْتُم قسمتهَا شفعاً، قلت: افْعَل، فَقَالَ: أَنْت وابناك ودجاجة شفع، وامرأتك وابنتاك ودجاجة شفع، وَأَنا وَثَلَاث دجاجات شفع. قَالَ الجمّاز: الحمية إِحْدَى العلتين. وَقيل لمتفرس من أَصْبَهَان: لَا تَأْكُل الكشكشية مَعَ وجع رجلك فَقَالَ: سَوَاء عليّ أَن توجعني رجْلي أَو توجعني الكشكية.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute