للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التَّوَاضُع سلم الشّرف. السخاء حارس الْعرض من الذَّم. لَا تستقل شَيْئا من زِيَادَة الله لَك، فتنفر بقيتها عَنْك، وَقَلِيل يترقي مِنْهُ إِلَى كثير خير من كثير ينحط عَنهُ إِلَى قَلِيل. لَا ترى الْجَاهِل إِلَّا مفرطاً أَو مفرطاً. الْكتاب والج الْأَبْوَاب، جرئ على الْحجاب، مفهم لَا يفهم، وناطق لَا يتَكَلَّم. مَا كل من يحسن وعده يحسن إنجازه. وَرُبمَا أورد الطمع وَلم يصدر، وَضمن وَلم يَفِ. وَرُبمَا شَرق شَارِب المَاء قبل ريه. وَمن تجَاوز الكفاف لم يغنه إكثار. وَكلما عظم قدر المنافس فِيهِ عظمت الفجيعة بِهِ. وَمن ارتحله الْحِرْص أنضاه الطّلب. والأماني تعمي أعين البصائر. والحظ يَأْتِي من لَا يَأْتِيهِ. وأشقى النَّاس بالسلطان صَاحبه، كَمَا أَن أقرب الْأَشْيَاء إِلَى النَّار أسرعها احتراقاً. وَلَا يدْرك الْغَنِيّ بالسلطان إِلَّا نفسٌ خائفة، وجسمٌ تعبٌ، وَدين منثلم - وَإِن كَانَ الْبَحْر كثير المَاء فَإِنَّهُ بعيد المهوى، وَمن شَارك السُّلْطَان فِي عز الدُّنْيَا شَاركهُ فِي ذل الْآخِرَة، وَمَا أحلى تلقي النِّعْمَة، وَأمر عَاقِبَة الْفِرَاق. وَمن لم يتَأَمَّل الْأَمر بِعَين عقله لم يَقع سيف حيلته إِلَّا على مقاتله. والتثبت يسهل طَرِيق الرَّأْي إِلَى الْإِصَابَة، والعجلة تضمن العثرة. كل مكروهٍ ختم بمحبوبٍ، وانْتهى إِلَى السَّلامَة، فالهم بِهِ زائل، وَالْأَجْر عَلَيْهِ حَاصِل. والحوادث الممضة مكسبة لحظوظ جزيلة، مِنْهَا: ثَوَاب المدخر، وتطهير من ذَنْب، وتنبيه من غَفلَة، وتعريف بِقدر الْمُنعم وموزن على مقارعة الدَّهْر، وَفِي الشُّكْر دَرك الْمَزِيد وَقَضَاء حق الْمُنعم، ومواقع أقدار الله لَك خير من مواقع آمالك. بعد الْعسر يسرٌ، وَالصَّبْر إِلَى تفريجٍ. رُبمَا أعقبت السَّابِقَة وَأدْركَ المنضى وَمن ولج فِي النائبة صَابِرًا خرج مِنْهَا مثقفاً. إياك وَالتَّقْصِير، وتمني كل التَّيْسِير، وَلَا تدع الظُّلم يسْتَمر بك إِذا أظلك، وَأعلم أَن الظَّالِم سريع الوثبة قريب العثرة. وَمن لم يعدل عدل الله فِيهِ، وَمن حكم لنَفسِهِ حكم الله عَلَيْهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>