قيل لَهُ: كَيفَ تركت فلَانا مَعَ قومه؟ قَالَ: " يعدهم ويمنيهم، وَمَا يعدهم الشَّيْطَان إِلَّا غرُورًا ". وَقَالَ لَهُ أَبُو عَليّ الْبَصِير: فِي أَي وَقت ولدت؟ قَالَ: قبل طُلُوع الشَّمْس، قَالَ: لذَلِك خرجت سَائِلًا؛ لِأَنَّهُ وَقت انتشار السُّؤَال. وَقَالَ أَبُو العيناء لرئيسٍ كَانَ عِنْده وَهُوَ يخْفض كَلَامه: كَأَنَّك قد طِفْل بك فِي مَنْزِلك. وَقدم إِلَيْهِ ابْن مكرم جنب شواءٍ. قَالَ: لَيْسَ هَذَا جنبا، هَذَا شريحة قصب. وَذكر ولد عِيسَى بن مُوسَى، فَقَالَ: كَأَن آنفهم قبورٌ نصبت على غير الْقبْلَة. وَدخل على إِسْمَاعِيل القَاضِي، وَجعل يرد عَلَيْهِ إِذا غلط أعزه الله؟ ، كَأَنَّك أحطت بِمَا لم يحط بِهِ، فَقَالَ: نعم، لم لَا أرد على القَاضِي؟ ، وَقد رد الهدهد على سُلَيْمَان؛ فَقَالَ: " أحطت بِمَا لم تحط بِهِ " وَأَنا أعلم من الهدهد، وَسليمَان أعلم من القَاضِي. وَقَالَ رجل: مَا أنتن إبطك قَالَ: نلقاك - أعزّك الله - بِمَا يشبهك. وَقَالَ لَهُ رجلٌ من ولد سعيد بن مُسلم: إِن أبي يبغضك. فَقَالَ: يَا بني؛ إِن لي أُسْوَة بآل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ لرجل: وَالله مَا فِيك من الْعقل شيءٌ إِلَّا مِقْدَار مَا تجب بِهِ الْحجَّة عَلَيْك، وَالنَّار لَك. قَالَ أَبُو العيناء: وصفت الحمامات بِحَضْرَة ابْن عتابٍ، فَقَالَ: دَعونِي من هَذَا. مَا قَامَت النِّسَاء عَن حمامٍ أطيب من حمام أَصْحَاب الْخَنَا. قَالَ المتَوَكل: لَوْلَا ذهَاب بصر أبي العيناء لأردت منادمته، وبلغه ذَلِك، فَقَالَ: قُولُوا لَهُ: إِنِّي إِن أعفيت من قِرَاءَة نقوش الْخَوَاتِم، ورؤية الْأَهِلّة صلحت لغير ذَلِك. وأنهى ذَلِك إِلَى المتَوَكل فَضَحِك وَأمر بمنادمته. قَالَ أَبُو العيناء: سَمِعت جاراً لي أحمقٌ وَهُوَ يَقُول لجارٍ لَهُ: وَالله لهممت أَن أوكل بك من يصفع رقبتك، وَيخرج هَذِه الجفون من أقْصَى حجرٍ بخراسان.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute