للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكتب فِي فصل: قد آمن الله خائفك من ظلمك، وسائلك من بخلك، والعائذ بك من مَالك، والمستزيد لَك من علمك، وَإِن الله لم يزل يعطيك إِذا أَعْطَيْت، ويزيدك إِذا زِدْت. أخبرنَا الصاحب - رَحمَه الله تَعَالَى - أخبرنَا القَاضِي أَبُو بكر أَحْمد بن كَامِل قَالَ: أخبرنَا أَبُو العيناء، وَقَالَ مرّة أُخْرَى أَحْمد بن خلف قَالَ أَبُو العيناء: أتيت عبد الله بن دَاوُد الْخُرَيْبِي؛ فَقَالَ: مَا جَاءَ بك؟ فَقلت: طلب الحَدِيث، قَالَ: اذْهَبْ فتحفظ الْقُرْآن، قلت: قد حفظت الْقُرْآن. قَالَ: فاقرأ: " واتل عَلَيْهِم نبأ نوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ". قَالَ: فَقَرَأت الْعشْر، قَالَ: فَاذْهَبْ الْآن وَتعلم الْفَرَائِض. قَالَ: قلت: قد تعلمت الْجد والصلب والكبد، قَالَ: فأيما أقرب إِلَيْك: ابْن أَخِيك أَو ابْن عمك؟ قَالَ: قلت: ابْن أخي، قَالَ: وَلم؟ قلت: لِأَن أخي من أبي، وَعمي من جدي. قَالَ: اذْهَبْ الْآن وَتعلم الْعَرَبيَّة. قلت: علمت ذَاك قبل هذَيْن. قَالَ: فَلم؟ قَالَ عمر بن الْخطاب: يَا لله، يَا للْمُسلمين. قَالَ: قلت: فتح تِلْكَ للاستغاثة، وَكسر هَذِه للاستنصار. قَالَ: لَو حدثت أحدا حدثتك. سبّ رجلٌ من العلوية أَبَا العيناء، فَقَالَ لَهُ أَبُو العيناء: مَا أحْوج شرفك إِلَى من تصونه حَتَّى تكون فَوق من أَنْت دونه. وَكتب إِلَى بَعضهم: ثقتي بك تمنعني من استبطائك، وَعلمِي بشغلك يدعوني إِلَى إذكارك. وَلست آمن مَعَ استحكام ثقتي بطولك، والمعرفة بعلو همتك اخترام الْأَجَل؛ فَإِن الْآجَال آفَات الآمال، فسح الله فِي أَجلك، وبلغك مُنْتَهى أملك.؟ ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>