للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضرب حارسٌ أمه، فعوتب على ذَلِك؛ فَقَالَ: قد قلت لَهَا عشْرين مرّة، وَهَذِه الثَّالِثَة: إِذا كنت سَكرَان فَلَا تكلميني، فَإِن الشَّيْطَان نارٌ يرتعد. وَذكر بَعضهم أَنه حضر مَجْلِسا فِيهِ غُلَام وضيء الْوَجْه أديب، وَهُنَاكَ شَاب مخنجر اللِّحْيَة يتشطر، فَأخذ الْغُلَام تفاحة، فعبث بهَا سَاعَة، ثمَّ حَيا بهَا الْفَتى الشاطر، فَلم ينهنه أَن أكلهَا والغلام ينظر إِلَيْهِ؛ فَقَالَ الْغُلَام: سوءةً لَك ولوماً، أتأكل التَّحِيَّات؟ فَقَالَ: إِي وَالله، والصلوات الطَّيِّبَات. قَالَ بَعضهم: كنت فِي بَيت قمري الخبني، وداخل عَلَيْهِ صاحبٌ لَهُ، فَبَلغهُ عَن آخر من أَصْحَابه أَنه زِنَاهُ؛ فاغتاظ، وَجعل يلعنه؛ فَقُلْنَا لَهُ: زنه كَمَا زناك أَو اسْكُتْ. قَالَ: أَنا لَا أزنيه، وَلَا أكون سَفِيها، وَلَكِنِّي أَرْجُو أَن يزينه الله من فَوق سبع سموات. قَالَ: سَمِعت حارساً يَقُول: أَنا أَنِّي ... ك أم من زعم أَن النَّار فِي النّوم لَيْسَ هِيَ سُلْطَان عزلت، فَرَأَيْت فِي النّوم كَأَن النَّار أحرقت كوخي، وشرائح عَمَلي حَتَّى لَا تتْرك لي قَصَبَة؛ فَفَزِعت فَلم أصبح حسنا، حَتَّى سَمِعت دق الْبَاب فَإِذا نوفيل المصلحي قد وضع فِي يَدي المزراق، ومقود قلادة قرطاس، وَخَاتم طين بتسلم الْعَمَل، فَإِن الْملك عقيم. قَالَ بَعضهم: كَانَ لي صديقٌ يقامر، وَكنت أوبخه وألومه أبدا على ذَلِك؛ فَأَتَانِي يَوْمًا وَقَالَ: يَا أَبَا فلَان. تَقول لي: لَا تقامر. قد رهنت وَالله منديلي الَّذِي اشْتَرَيْته بِثَلَاثَة عشر درهما على عشْرين درهما، وَهَذَا يَا أَبَا فلَان ربح عَظِيم. قَالَ بَعضهم: سَمِعت بِبَاب الطاق شَيخنَا من سفلَة النَّاس يَقُول لآخر أَسْفَل مِنْهُ: وَيحك يَا مُحَمَّد، لَا تتعجب من ابْني عفويه، أَخَوَيْنِ أحدهم: مرعوشي وَالْآخر فضلي. قَالَ لَهُ: وإيش فِي هَذَا - هوذا - الْقُرْآن فِيهِ جيدٌ وَفِيه رديءٌ. قَالَ: وَيحك: كَيفَ يكون الردئ فِي الْقُرْآن؟ قَالَ: نعم: " قل هُوَ الله أحدٌ " بِأَلف دِينَار، وبجنبها " تبت " تَسَاوِي حبتين أسْتَغْفر الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>