للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكتب إِلَى صديقٍ لَهُ يطْلب مِنْهُ بخوراً. شممت مِنْك الْيَوْم - وَحقّ الله عزك الله - رَائِحَة طيبَة وَذَلِكَ وحياتك بإطراح الحشمة موفقاً، إِن شَاءَ الله. قَالَ: وَكتب آخر إِلَى أَبِيه من الْبَصْرَة: كتابي هَذَا وَلم يحدث علينا إِلَّا خير وَالْحَمْد لله، إِلَّا أَن حائطنا وَقع، فَقتل أُمِّي وأختي وجاريتنا، ونجوت أَنا والسنور وَالْحمار. فعلت إِن شَاءَ الله. قَالَ أَبُو العيناء: شكا بعض الْكتاب فِي نكبته وَكَانَ قد وزر فَقَالَ: أخذُوا مَالِي، وقلعوا أسناني إِلَّا أَن دَاري لم تَبْرَح مَكَاني. قَالَ أَبُو هفان: سَمِعت بعض الحمقى يُخَاصم امْرَأَته، وَفِي جيرتهم أَحمَق آخر، فَاطلع عَلَيْهِم؛ فَقَالَ: مَا هَذَا، اعْمَلْ مَعَ هَذِه كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: " إِمَّا إمساكٌ بإيش اسْمه، وَإِمَّا تسريحٌ بإيش يُقَال لَهُ " فَضَحكت من حسن بَيَانه. وَكتب آخرٌ إِلَى صديقٍ لَهُ يعزيه عَن دَابَّته: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم. جعلني الله فدَاك، بَلغنِي منيتك بدابتك، وَلَوْلَا علةٌ نسيتهَا إِلَيْك حَتَّى أعزيك فِي نَفسِي. جَاءَ رجلٌ إِلَى الرشيد؛ فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِنِّي قد هجوت الرافضة. فَقَالَ: هَات. فَأَنْشد: رغيفاً وَسمنًا وَزَيْتُونًا ومظلمة ... من أَن ينالوا من الشَّيْخَيْنِ طغيانا فَقَالَ: وَيلك فسره لي. قَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، مَعَك مائَة ألف رجل من الْجند لَا تعرفه، كَيفَ أعرفهُ أَنا وحدي؟ . قَالَ أَبُو عُثْمَان: حَدثنِي مسْعدَة بن طَارق قَالَ: وَالله إِنَّا لوقوفٌ على حُدُود دَار فلَان للْقِسْمَة - وَنحن فِي خصومةٍ - إِذا أقبل سيد بني تَمِيم وموسرهم، وَالَّذِي يُصَلِّي على جنائزهم؛ فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ مُقبلا أمسكنا عَن الْكَلَام؛ فَأقبل علينا؛

<<  <  ج: ص:  >  >>