للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْقِيَامَة، وَعند السَّاعَة يخسر المبطلون " وَلكُل نبأ مُسْتَقر وسوف تعلمُونَ " ثمَّ انكفأت على قبر أَبِيهَا صلى الله عَلَيْهِ فَقَالَت: قد كَانَ بعْدك أنباء وهنبشة ... لَو كنت شَاهدهَا لم تكْثر الْخطب إِنَّا فقدناك فقد الأَرْض وابلها ... واختل أهلك فاحضرهم وَلَا تغب وَذكر أَنَّهَا لما فرغت من كَلَام أبي بكر والمهاجرين عدلت إِلَى مجْلِس الْأَنْصَار فَقَالَت: يَا معشر الفئة، وأعضاد ٣٤٨ الْملَّة، وحضنة الْإِسْلَام، مَا هَذِه الفترة فِي حَقي؟ وَالسّنة فِي ظلامتي؟ أما كَانَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ أَن يحفظ فِي وَلَده؟ لسرع مَا أحدثتم! وعجلان ذَا إهانة أتقولون: مَاتَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ؟ فَخَطب جليل استوسع وهيه، واستنهر فتقه وفقد راتقه، وأظلمت الأَرْض لغيبته، واكتأبت خيرة الله لمصيبته، وخشعت الحبال، وأكدت الآمال، وأضيع الْحَرِيم، وأزيلت الْحُرْمَة عِنْد مماته صلى الله عَلَيْهِ، وَتلك نازلة علن بهَا كتاب الله فِي أفنيتكم فِي ممساكم ومصبحكم، تهتف فِي أسماعكم ولقبله مَا حلت بِأَنْبِيَاء الله وَرُسُله صلى الله عَلَيْهِم. " وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول قد خلت من قبله الرُّسُل أَفَإِن مَاتَ أَو قتل انقلبتم على أعقابكم وَمن يَنْقَلِب على عَقِبَيْهِ فَلَنْ يضر الله شَيْئا وسيجزي الله الشَّاكِرِينَ ". إيها بني قيلة؛ أأهتضم تراث أَبِيه وَأَنْتُم بمرأى مني ومسمع؟ تلبسكم الدعْوَة، وتشملكم الْحيرَة، وَفِيكُمْ الْعدَد وَالْعدة، وَلكم الدَّار، وعندكم الجنن، وَأَنْتُم الألى نخبة الله الَّتِي انتخب لدينِهِ، وأنصار رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ، وَأهل الْإِسْلَام والخيرة الَّتِي اخْتَار الله لنا أهل الْبَيْت فنابذتم الْعَرَب، وناهضتم الْأُمَم، وكافحتم البهم، لَا نَبْرَح نأمركم فتأتمرون، حَتَّى دارت لكم بِنَا رَحا الْإِسْلَام، ودر حلب الْأَيَّام وخضعت نعرة الشّرك، وباخت نيران الْحَرْب، وهدأت دَعْوَة الْهَرج، واستوسق نظام الدّين،

<<  <  ج: ص:  >  >>