هَنِيئًا لَك أَبَا عبد الله. قَالَ: وَمَا ذَاك؟ قَالَ: هَذَا عمر يُرِيد أَن يتواضع بك فيزوجك. قَالَ: وَإِنَّمَا يزوجني ليتواضع بِي؟ ! قَالَ: نعم. قَالَ: لَا جرم وَالله لَا خطبت إِلَيْهِ أبدا. كتب مُعَاوِيَة إِلَى عَمْرو بن الْعَاصِ والمغيرة بن شُعْبَة أَن يقدما عَلَيْهِ، فَقدم عَمْرو من مصر والمغيرة من الْكُوفَة فَقَالَ عَمْرو للْمُغِيرَة: مَا جَمعنَا إِلَّا ليعزلنا، فَإِذا دخلت عَلَيْهِ فاشك الضعْف واستأذنه أَن تَأتي الطَّائِف أَو الْمَدِينَة. فَإِنِّي إِذا دخلت عَلَيْهِ سَأَلته ذَلِك فَإِنَّهُ يظنّ أَنا نُرِيد أَن نفسد عَلَيْهِ. فَدخل الْمُغيرَة فَسَأَلَهُ أَن يعفيه وَيَأْذَن لَهُ. وَدخل عَلَيْهِ عَمْرو وَسَأَلَهُ مثل ذَلِك فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة: قد تواطأتما على أَمر، وإنكما لتريدان شرا. ارْجِعَا إِلَى عمليكما. كَانَ الْإِسْكَنْدَر لَا يدْخل مَدِينَة إِلَّا هدمها وَقتل أَهلهَا حَتَّى مر بِمَدِينَة كَانَ فِيهَا مؤدبه. فَخرج إِلَيْهِ وألطفه الْإِسْكَنْدَر وأعظمه فَقَالَ لَهُ مؤدبه: إِن أَحَق من زين رَأْيك وسدده وأتى كل مَا هويت لأَنا. وَإِن أهل هَذِه الْمَدِينَة قد طمعوا فِيك لمكاني مِنْك فَأَنا أحب أَلا تشفعني فيهم، وَأَن تحلف يَمِينا أعْتَذر بهَا عِنْد الْقَوْم فاحلف ٣٩١ لي عِنْدهم أَنَّك لَا تشفعني فِي شَيْء أَسأَلك، وَأَن تخالفني فِي كل مَا سَأَلتك. فَأعْطَاهُ من ذَلِك مَالا يقدر على الرُّجُوع عَنهُ فِي دينه، فَلَمَّا توثق مِنْهُ قَالَ: فَإِن حَاجَتي أَن تدْخلهَا وتخربها وَتقتل من فِيهَا. قَالَ: مَا إِلَى ذَلِك سَبِيل وَلَا بُد من مخالفتك وَقد كنت مؤدبي وَأَنا إِلَيْك الْيَوْم أحْوج. فَلم يدخلهَا وضمه إِلَيْهِ. أَصَابَت الْمُسلمين جَوْلَة بخراسان، فَمر فيهم شُعْبَة بن ظهير على بغلة لَهُ فَرَآهُ بعض الرجالة فتقدر لَهُ على جذم حَائِط، فَلَمَّا حاذ بِهِ حَال فِي عجز بغلته. فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ الله فَإِنَّهَا لَا تحملنِي وَإِيَّاك. قَالَ: امْضِ فَإِنِّي وَالله مَا أقدر أَن أَمْشِي. قَالَ: إِنَّك تقتلني وَتقتل نَفسك. قَالَ: امْضِ فَهُوَ مَا أَقُول لَك. قَالَ: فصرف شُعْبَة وَجه البغلة قبل الْعَدو فَقَالَ لَهُ: أَيْن تُرِيدُ؟ قَالَ: أَنا أعلم أَنِّي مقتول، فَلِأَن أقتل مُقبلا خير من أَن أقتل مُدبرا. فَنزل الرجل عَن بغلته وَقَالَ: اذْهَبْ فِي حرق الله. اشْترى شريك بن عبد الله جَارِيَة من رجل فَأصَاب بهَا عَيْبا، فَقَالَ للَّذي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute