قيل لبَعْضهِم: مَتى تطيعك الدُّنْيَا؟ قَالَ: إِذا عصيتها. قَالَ آخر: رب مغبوط بِنِعْمَة هِيَ داؤه، وَرب مَحْسُود على حَال هِيَ بلاؤه، وَرب مَرْحُوم من سقم هُوَ شفاؤه. قَالُوا: إِذا أَرَادَ الله أَن يُسَلط على عَبده عدوا لَا يرحمه سلط عَلَيْهِ حَاسِدًا. وَكَانَ يُقَال فِي الدُّعَاء على الرجل: طَلَبك من لَا يقصر دون الظفر، وحسدك من لَا ينَام دون الشَّقَاء. قَالَ مُحَمَّد بن كَعْب: إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا زهده فِي الدُّنْيَا وفقهه فِي الدّين، وبصره عيوبه. قَالَ مَالك بن دِينَار: من طلب الْعلم لنَفسِهِ فالقليل يَكْفِي، وَمن طلبه للنَّاس فحوائج النَّاس كَثِيرَة. قَالَ رجل لآخر: إِنِّي أَتَيْتُك فِي حَاجَة فَإِن شِئْت قضيتها وَكُنَّا جَمِيعًا كريمين، وَإِن شِئْت منعتها وَكُنَّا جَمِيعًا لئيمين. قَالَ بعض النساك: قد أعياني أَن أنزل على رجل يعلم أَنِّي لَا آكل من رزقه شَيْئا. قيل: مثل شرب الدَّوَاء مثل الصابون للثوب ينقيه وَلَكِن يخلقه. كَانَ يُقَال: النّظر يحْتَاج إِلَى الْقبُول، والحسب إِلَى الْأَدَب، وَالسُّرُور إِلَى الْأَمْن، والقربى إِلَى الْمَوَدَّة، والمعرفة إِلَى التجارب، والشرف إِلَى التَّوَاضُع والنجدة إِلَى الْجد. قَالَ بَعضهم: أَعْنَاق الْأُمُور تشابه فِي الغيوب؛ قرب مَحْبُوب فِي مَكْرُوه ومكروه فِي مَحْبُوب. وَكم من مغبوط بِنِعْمَة هِيَ داؤه، ومرحوم من دَاء فِيهِ شفاؤه. وَقيل: رب خير فِي شَرّ، ونفع فِي ضرّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute