بعيدَة ويباعدها وَهِي قريبَة، وَلَا إِلَى أَحمَق، فَإِنَّهُ يُرِيد أَن ينفعك فيضرك؛ وَلَا إِلَى رجل لَهُ إِلَى صَاحب الْحَاجة حَاجَة، فَإِنَّهُ يَجْعَل حَاجَتك وقاية لِحَاجَتِهِ وَقَالُوا: لَا تصرف ٤٢٢ حَاجَتك إِلَى من معيشته من رُؤُوس المكاييل وألسنة الموازين. وَكَانَ يُقَال: إياك وَصدر الْمجْلس وَإِن صدرك صَاحبه، فَإِنَّهُ مجْلِس قلعة. قَالُوا: احْذَرُوا صولة الْكَرِيم إِذا جَاع، واللئيم إِذا شبع. قَالَ بَعضهم: سرك دمك، فَلَا تجرينه فِي غير أوداجك. كَانَ يُقَال: إياك وَعزة الْغَضَب، فَإِنَّهَا تصيرك إِلَى ذلة الِاعْتِذَار. قَالَ بَعضهم: إِذا أرْسلت لتأتي ببعر فَلَا تأت بثمر، فيؤكل تمرك، وتعنف على خِلافك. قَالُوا: إِذا وَقع فِي يدك يَوْم السرُور فَلَا تخله فَإنَّك إِذا وَقعت فِي يَد يَوْم الْغم لم يخلك. قَالَ آخر: احفظ سيئك مِمَّن لَا تنشده. أَي مِمَّن تَسْتَحي أَن تسأله عَنهُ. وَمثله لِابْنِ المقفع: احذر من تأمن فَإنَّك مِمَّن تخَاف على حذر. قَالُوا: إِذا أردْت أَن تؤاخي رجلا فَانْظُر من عدوه. وَإِذا أردْت أَن تعادي رجلا فَانْظُر من وليه. قيل: إِذا قلدت أحدا مهما فَعجل لَهُ مَنْفَعَة، وأجمل لَهُ فِي الْعدة، وابسط لَهُ فِي الْمنية. قَالَ بَعضهم: الانقباض من النَّاس مكسبة للعداوة، والانبساط مجلبة لقرين السوء، فَكُن بَين المنقبض والمسترسل؛ فَإِن خير الْأُمُور أوساطها. كَانَ يُقَال: اجْعَل عمرك كَنَفَقَة دفعت إِلَيْك، فَأَنت لَا تحب أَن يذهب مَا تنْفق ضيَاعًا، فَلَا تذْهب عمرك ضيَاعًا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute