قيل: من أظهر شكرك فِيمَا لم تأت إِلَيْهِ فاحذر أَن يكفرك فِيمَا أسديت إِلَيْهِ. لَا تستعن فِي حَاجَتك بِمن هُوَ للمطلوب أنصح مِنْهُ لَك. لَا يؤمننك من شَرّ جَاهِل قرَابَة وَلَا إلْف، فَإِن أخوف مَا تكون لحريق النَّار أقرب مَا تكون مِنْهَا. لَا ترفع نَفسك عَن شَيْء قربك إِلَى رئيسك. كن فِي الْحِرْص على تفقد عيبك كعدوك. عَلَيْك بِسوء الظَّن فَإِن أصَاب فالحزم، وَإِن أَخطَأ فالسلامة. رضَا النَّاس غَايَة لَا تدْرك، فتحر الْخَيْر بجهدك، وَلَا تكره سخط من يرضيه الْبَاطِل. إِذا رَأَيْت الرجل على بَاب القَاضِي من غير حَاجَة فاتهمه. رأى رجل ابْنه يماكس فِي ابتياع لحم، فَقَالَ: يَا بني، ساهل فَمَا تضيعه من عرضك أَكثر مِمَّا تناله من غرضك. وَقَالَ بَعضهم: الدّين رق، فَلَا تبذل رقك لمن لَا يعرف حَقك. وَقَالَ بَعضهم: احذر كل الحذر أَن يخدعك الشَّيْطَان فيمثل لَك التواني فِي صُورَة التَّوَكُّل، ويورثك الهوينا بالإحالة على الْقدر، فَإِن الله أمرنَا بالتوكل عِنْد انْقِطَاع الْحِيَل، وبالتسليم للْقَضَاء بعد الْإِعْذَار فَقَالَ: " خُذُوا حذركُمْ. وَلَا تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة " وَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: " اعقل وتوكل ". قَالُوا: لتكن عنايتك بِحِفْظ مَا اكتسبته كعنايتك باكتسابه، وَلَا تصْحَب غَنِيا؛ فَإنَّك إِن ساويته فِي الْإِنْفَاق أضرّ بك، وَإِن تفضل عَلَيْك استذلك. إِذا سَأَلت كَرِيمًا حَاجَة فَدَعْهُ يتفكر؛ فَإِنَّهُ لَا يفكر إِلَّا فِي خير. وَإِذا سَأَلت لئيماً حَاجَة فغافصه وَلَا تَدعه يتفكر فيتغير. وَفِي ضد ذَلِك:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute