بألفاظك، مرموقٌ بالمرَاعاة من ألحاظك، غير نازح عَمَّا أَلفه من عَواطف الولادَة، ورأفة التربية، وانبساط الأُنسة، وَالله يُسْعدها بِمن سارتْ بهَا من وفدتْ عليْه، ويُريني من المحبةِ فِيهَا مثلَ مَا أرانيه من الْمحبَّة بهَا، وَكَيف يُوصَى النَّاظر بنوره، أم كَيفَ يُحضُّ الْقلب على حفظ سروره. وَمثله لأبي إسْحاق الصابي، كِتَابه عَن بختيار إِلَى أبي تغلب وَقد نقل إِلَيْهِ ابْنَته: قد وجدت الْوَدِيعَة، وَإِنَّمَا نقلتْ من وَطن، إِلَى سَكن، وَمن مَغرِس إِلَى مُعَرسّ، وَمن مأوى ير وانعطافْ، إِلَى مَثوَى كَرَامَة وألطاف، وَمن مَنبِت درت لَهَا نعماؤه إِلَى منشأٍ يجود عَلَيْهَا سماؤُه، وَهِي بضعةٌ مني انفصلتْ إليْك، وثمرةٌ من جَنَى قلبِي حَصلتْ لديْك، وَلَا ضَياع عَليّ مَن تصحبه أمانتك، ويشتمل عليْه حفظك ورعايتك. فصل: إِذا طلبْتُ عِنْد غَيْرك مَا لُم أنلْ نلتُ مِنْك مَا لمْ أطلبْ، وَإِذا عدمتُ عِنْد سواكَ مَا رجوتُ وجدتُ عندَك مَا لم أرج، فاليأس من خيرك أَنْفَع من رجاي لغيرك، لِأَنَّك لَا تَقول فتفعلُ، وغيْركُ يقولُ فَلَا يفعلُ، ولأنك تعتذرُ من الجزيل إِذا امتن غَيْرك بِالْقَلِيلِ. فصل: مِلْكُ الْأَنْعَام أكْرم من مِلْكِ الرِّق، ورق الحرِّ أَفْخَر من رق العَبْد، لِأَن العَبْد يعطيك طاعتهُ كُرهاً، وضميره سواهَا، والحرُّ يبذلُها لَك طَوْعًا، ويعتقد ظَاهرهَا وفحواها. كتب أَبُو النَّجْم حبيب بن عِيسَى إِلَى عَمْرو بن مسعدةَ: يَنْبَغِي لمن علقتْه حبائلُك، وشقي بصُحبتك أَن يكون لَهُ صبرُ أيوُّب، وَعمر نوح، وكنوزُ قَارون، ومُلكُ هَارُون، فيستعين بِالصبرِ على ممَاطلتك، بالعُمِر على طول أيامك،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute