قَوْله تَعَالَى:{أَفَمَن هُوَ قَائِم على كل نفس بِمَا كسبت} أَكثر الْمُفَسّرين أَن قَوْله: {أَفَمَن هُوَ قَائِم على كل نفس بِمَا كسبت} هُوَ الله، وَالله تَعَالَى لَا يجوز أَن يُسمى قَائِما على الْإِطْلَاق؛ لِأَن الشَّرْع لم يرد بِهِ، وَلِأَن الْقَائِم هُوَ المنتصب، وَيجوز أَن يُوصف بِالْقيامِ على التَّقْيِيد، وَهُوَ أَنه قَائِم على كل نفس بِمَا كسبت، وَمعنى قَوْله:{قَائِم على كل نفس} : أَنه الْمُتَوَلِي لأحوالها وأعمالها وأرزاقها، وَغير ذَلِك، وَكَذَلِكَ هُوَ الْمُتَوَلِي للمجازاة بكسب الْخَيْر وَالشَّر.
وَقَالَ بَعضهم: معنى قَوْله: {أَفَمَن هُوَ قَائِم على كل نفس بِمَا كسبت} أَي: عَالم بكسب كل نفس، قَالَ الشَّاعِر:
(فلولا رجال من قُرَيْش أعزة ... سرقتم ثِيَاب الْبَيْت وَالله قَائِم)
وَقَوله:{أم بِظَاهِر من القَوْل} يَعْنِي أم تتعلقون بِظَاهِر من القَوْل لَا معنى لَهُ، شبه المتجاهل الَّذِي لَا يطْلب حَقِيقَة الْأَمر، وَقيل: بِظَاهِر من القَوْل بباطل من القَوْل: قَالَ الشَّاعِر: