للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَوْله تَعَالَى: {يُرِيد الله ليبين لكم} يَعْنِي: أَن يبين لكم، وَمثله قَول الشَّاعِر:

(أُرِيد لأنسى ذكرهَا فَكَأَنَّمَا ... تمثل لي ليلى بِكُل سَبِيل)

يَعْنِي: أُرِيد أَن أنسى ذكرهَا.

قَوْله: {ليبين لكم} أَي: يُوضح لكم الْأَحْكَام {وَيهْدِيكُمْ} أَي: يرشدكم {سنَن الَّذين من قبلكُمْ} أَي: طرائق الَّذين من قبلكُمْ من النبين، وَالصَّالِحِينَ، وَقيل: من قوم مُوسَى، وَعِيسَى، الَّذين هُدُوا بِالْحَقِّ؛ وَذَلِكَ أَنه حرم عَلَيْهِم مَا حرم على الْمُسلمين من الْمَحَارِم الْمَذْكُورَات، وَقيل: مَعْنَاهُ: وَيهْدِيكُمْ إِلَى الْملَّة الحنيفية، مِلَّة إِبْرَاهِيم، {وَيَتُوب عَلَيْكُم} قَالَ ابْن عَبَّاس: بداء من الله، وَمَعْنَاهُ: يوفقكم للتَّوْبَة، وَقيل: يرشدكم إِلَى السَّبِيل الَّذِي يدعوكم إِلَى التَّوْبَة {وَالله عليم} بمصالح أَمركُم

<<  <  ج: ص:  >  >>