قَوْله - تَعَالَى -: {مَا أَصَابَك من حَسَنَة فَمن الله} يَعْنِي: مَا أَصَابَك من خصب، فَمن فضل الله، {وَمَا أَصَابَك من سَيِّئَة} أَي: من جَدب {فَمن نَفسك} أَي: بذنبك.
وَالْخطاب وَإِن كَانَ مَعَ الرَّسُول، فَالْمُرَاد بِهِ: الْأمة؛ وَذَلِكَ معنى قَوْله - تَعَالَى -: {وَمَا أَصَابَكُم من مُصِيبَة فبمَا كسبت أَيْدِيكُم} قيل مَعْنَاهُ: وَمَا أَصَابَك من حَسَنَة أَيهَا الْإِنْسَان فَمن الله، وَمَا أَصَابَك من سَيِّئَة، فَمن نَفسك؛ فَيكون الْخطاب مَعَ كل أحد من النَّاس، وَقيل: مَعْنَاهُ {مَا أَصَابَك من حَسَنَة} أَي: من النَّصْر، وَالظفر فَمن فضل الله {وَمَا أَصَابَك من سَيِّئَة} أَي: من هزيمَة، وَقتل يَوْم أحد {فَمن نَفسك} أَي: بذنب نَفسك من مُخَالفَة النَّبِي كَمَا سبق.
فَإِن قيل: كَيفَ وَجه الْجمع بَين الْآيَتَيْنِ، فَإِنَّهُ قد قَالَ - فِي الْآيَة الأولى -: {قل كل من عِنْد الله} قيل: معنى الْآيَة الأولى: أَن الخصب والجدب والنصر والهزيمة