للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كان قبلكم الغلوُّ)) (١) . وما هذه المبالغة منه صلى الله عليه وسلم في التحذير والتنفير من الغلو والاطراءِ إلا حماية منه لجانب توحيد الله تعالى، وسدًا لكل ذريعة أَو وسيلة توصل إلى الشرك بالله وصدق الله تعالى إذ يقول: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (٢) .

٤- ان تغشية قبور الأَنبياء والصالحين وتعليق هذه الستور على حيطانها هو بدعة شنيعة منكرة باتفاق الأَئمة، لم تكن موجودة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد خلفائه الراشدين ولا في عهد الصحابة والتابعين، ولم يؤثر فيها شيء عن أئمة المسلمين لا الأَئمة الأَربعة ولا غيرهم. وهم على كشفها كانوا أَقوى، وبالفضل لو كان فيها أَحرى، وإنما وجدت هذه البدعة أَول ما وجدت في أَثناء القرن السادس من فعل بعض السلاطين، وقد نص أَهل العلم على انكارها وتحريمها حالما وجدت.

٥- قال في ((الاقناع)) : وتغشية قبور الأَنبياءِ والصالحين - أَي سترها بغاشية - ليس مشروعًا في الدين. قاله الشيخ. وقال في موضع آخر في كسوة القبر بالثياب: اتفق الأئمة على أَن هذا منكر إذا فعل بقبور الأَنبياءِ والصالحين فكيف بغيرهم. ويعني بقوله قاله الشيخ. شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله المتوفى سنة ٧٢٨هـ.

وقال محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله في كتابه المسمى ((تطهير الاعتقاد)) : فان هذه القباب والمشاهد التي صارت أَعظم


(١) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
(٢) سورة التوبة ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>