للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله على عباده، وهو من أخص وآكد مراتب الجهاد في سبيل الله الذي لا قوام للدين والدنيا إلا به.

كان من الواجب علينا وعلى ولي أمر المسلمين، بل وعلى المسلمين أجمعين الاهتمام به غاية الاهتمام، وإعطاؤه من العناية قولاً وفعلاً وتعاوناً على ذلك ما يسبب استقامة الدين، والنجاة من غضب رب العالمين، وقد قال الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون. ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} (١) .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعن من كان قبلكم " (٢) .

وهو كغيره من مهمات الدين، وأصوله العظيمة، فيحتاج في القيام فيه إلى إخلاص القصد لله تعالى، وإلى الصبر في ذلك، وإلى أن يكون على وفق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه إن لم يكن خالصاً كان شركاً ورياءً. وإن لم يكن بصدق مع الله وبذل لغاية الوسع ونهاية الطاقة وإسخاط جميع الخلق برضاء الله كان كذباً وبهرجاً. وإن لم يكن على وفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم كان بدعة واعتداء.


(١) سورة آل عمران ـ آية ١٠٤ ـ ١٠٥.
(٢) وتقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>