ويجب على ولاة الأمور ـ أمراء المسلمين وعلمائهم ـ أن لا تأخذهم في هذا السبيل لومة لائم، وأن يستحضروا موقفهم أمام الله سبحانه وتعالى وسؤاله إياهم عن ما استرعاهم عليه. وأول شيء يسألون عنه من أمور رعيتهم وأهمه وأكبر أمر دينهم، والأخذ على أيدي سفهائهم بغاية الصرامة في هذا المقام، بما يحول بينهم وبين معاصي الله تعالى، مما هو في الحقيقة من الإحسان إليهم. فإنه لا يمكن أن يوجد إحسان إلى شخص أعظم من أن يحال بينه وبين أسباب هلاكه وارتباكه في شباك عدوه حق العداوة ابليس أعاذنا الله وجميع المسلمين منه.
فيتعين اتخاذ منهج شرعي لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونظام يضمن الغاية المقصودة ها هنا.
ومن أهم ذلك تقسيم رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى " ثلاثة أقسام":
" قسم مراقبون ": أي متجولون في الأسواق والشوارع وأنحاء البلد، ولا سيما ما يغلب على الظن وجود المعاصي فيه. ويكون ذلك عاماً ليلاً ونهاراً حسب الإمكان. ويشترك فيهم الديانة، والأمانة، والعلم، والرفق حسب الإمكان، والتثبت. ويضم إليهم جنود بقدر