للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفيد أنهم يقاتلون لأجل شركهم، فإن الإسم إذا كان بصيغة الوصف دل على اعتبار الوصف كقولك: أعط الفقير درهماً. " قاتلوا من كفر بالله" (١) .

هذا من البرهان على أن الكفرة يقاتلون لأجل كفرهم. والرسول أفهم الخلق، فلو كا نوا لا يقاتلون إلا لأجل دفع شرهم لقال: إن قاتلوكم.

والله سبحانه لم يأمره أولاً بالجهاد، ثم أمر بذلك بعد.

" أغزوا في سبيل الله" (٢)

" جاهدوا المشركين بقلوبكم وأيديكم، وألسنتكم" (٣) في هذا الجهاد بأمرين، أو بثلاثة أمور عندما يكون بإمكانه، فإن الحديث يدل على أنهم يجاهدون بها كلها إذا أمكن، وتقدم أن ذلك فرض كفاية.

الحجة والبيان هذه حصة أهل العلم: كشف الشبهات، والذب بالقلم واللسان عن الدين، ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لحسان: " أهجهم ... " (٤) فالهجاء عندما يحتاج إليه، وبيان الحق عندما يوجد شبهة: كله جهاد.

ولا تجد في كتب أهل الدعوة (٥) ما يدل على أنهم يقاتلون لدفع شرهم، بل لو سألت صاحب فطرة لأنبأك أنهم يقاتلون لكفرهم،


(١) وهو حديث سليمان بن بريدة عن أبيه. وقد أخرجه الامام أحمد ومسلم وابن ماجه والترمذي وصححه.
(٢) وهو حديث بريده السابق.
(٣) رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
(٤) وجبريل معك " اللهم أيده بروح القدس".
(٥) يريد: دعوة الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) وتلاميذه وتلاميذهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>