للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال (طسم - تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ) (١) وقال (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ) الآية (٢) فبين أَن الذين سمعوه هو القرآن وهو الكتاب، وقال: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ) الآية (٣) وقال: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) الآية (٤) وقال: (يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) (٥) وقال: (وَالطُّورِ - وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ) الآية (٦) وقال: (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا) الآية (٧) لكن لفظ الكتاب قد يراد به المكتوب فيكون هو الكلام، وقد يراد به ما يكتب فيه، كقوله (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا) الآية (٨) .

والمقصود هنا أَن قوله: وقال: (هُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً) يتناول نزول القرآن العربي على كل قول، وقد أَخبر أَن الذين آتاهم الكتاب يعلمون أَنه منزل من ربك بالحق اخبار مستشهد بهم لا مكذب لهم، وقال انهم يعلمون ذلك، لم يقل انهم يظنونه أَو يقولونه. والعلم لا يكون إلا حقًا مطابقًا للمعلوم بخلاف القول والظن الذي ينقسم إلى حق وباطل، فعلم أَن القرآن العربي منزل من الله لا من الهواء ولا من اللوح ولا من جسم آخر ولا من جبريل ولا محمد ولا غيرهما. وإذا كان أَهل الكتاب يعلمون ذلك فمن لم يقر بذلك من هذه الأمة كان أَهل الكتاب المقرون بذلك خيرا منه من هذا الوجه.


(١) سورة الشعراء ١، ٢.
(٢) سورة الأحقاف ٢٩.
(٣) سورة البروج ٢١.
(٤) سورة الواقعة ٧٧؟
(٥) سورة البينة ٢.
(٦) سورة الطور ١، ٢.
(٧) سورة الانعام ٧.
(٨) سورة الاسراء ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>