للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إعلاناً غير تام، فإنه يخرج عن وصف الزنا الذي هو إسرار مطلقاً.

و (الصوت) هعو الغناء، والمراد الغناء الذي لا يشتمل ععلى محرم - مثل غناء الزفاف:

أتيناكم أتيناكم ... فحيانا وحياكم

ولولا الذهب الأحـ ... ـمر ما حللت بواديكم

ولولا الحنطة السمراء ... ما سمنت عذاريكم

أو يكون شيء آخر المقصود لا يكون فيه شيء حرام.

ثم الغنا الذي فيه نعت الخدود ووصف القدود، هذا لا ينبغي وفي إباحته نظر (١) . لأنه يسبب الفتنة. والحربي لا مناسبة فيه هنا (٢) .

(تقرير)

ثم أيضاً إذا اجتمع فيه رجال ونساء لا يجوز لاجتماع يجتمع فيه حفل النسا هذا من إعلانه. ولا يخالطن الرجال. أما إن وجد فيه مخالطة الرجال فهو معصية. أما كون النسا يضربن الطبول في العرس فهو باطل. وأزيد من هذا جعله أياماً عديدة. يصنع بمكبرات الصوت فإنه يتغلظ ذلك، ويزداد غلظاً بالزيادة الكثيرة. وحديث الجاريتين لا يبيح الغناء المحرم (٣) .


(١) يعني حتى في هذا المقام.
(٢) يعني الغناء الحربي ومنه:
لا هم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فألقين سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا

أن الآلي بغوا علينا ... إذا أردوا فتنة أبينا
(٣) قال ابن القيم: وأقرهما لأنهما جاريتين غير مكلفتين، تغنيان بغناء الأعراب الذي قيل في يوم (حرب بعاث) من الشجاعة والحرب. وكان اليوم يوم عيد، فتوسع حزب الشيطان في ذلك إلى صوت امرأة جميلة أجنبية، أو صبي أمرد صوته فتنة، وصورته فتنة، يغني بما يدعو إلى الزنا والفجور وشرب الخمور مع آلات اللهو التي حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث كما يأتي مع التصفيق والرقص، وتلك الهيئة المنكرة التي لا يقرها أحد من أهل الأديان، فضلاً عن أهل العلم والإيمان. اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>