للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكم} الآية (١) . فهو فاعل وهي مفعول به. وهو زارع. وهي حقل زراعة تبذر فيه النطفة كما يبذر في الحب في الأرض، وهذا محسوس لا يمكن إنكاره، لأن آلة الازدراع مع الرجل، فلو أرادت المرأة أن تجامعه لتعلق منه بحمل وهو كاره فإنها لا تقدر على ذلك ولا ينتشر إليها، بخلافه، فإنه قد يحبلها وهي كارهة كما قال أبو كبير الهذلي في ربيبه تأبط شراً:

ممن حملن به وهن عواقد ... حبك النطاق فشب غير مهبل

حملت به في ليلة مزوئرة ... كرهاً وعقد نطاقها لم يحلل

ولأجل ذلك الاختلاف الطبيعي قال الله تعالى: {ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذا قسمة ظيزى} (٢) فلو كانت الأنثى معادلة للذكر في الكمال الطبيعي لكانت تلك القسمة في نفسها غير ظيزى، وإن كان ادعاء الأولاد لله من حيث هو فيه من أشنع الكفر وأعظمه ما لا يخفى.

وقال تعالى: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بشر به} الآية (٣) . فلوا كانت الأنثى معادلة للذكر في الكمال الطبيعي لما ظل وجه المبشر به مسوداً وهو كظيم ولما توارى من القوم من سوء تلك البشارة ولما أسف ذلك الأسف العظيم على كون ذلك المولود ليس بذكر.


(١) سورة البقرة - آية ٢٢٣.
(٢) سورة النجم - آية ٢٢.
(٣) سورة النحل - آية ٥٨-٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>