للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والغزاة هم أسياف الله والتجارهم امناء الله والملوك رعاة الخلق فاذا أصبح العالم طامعا وللمال جامعا فبمن يقتدى واذا أصبح الزاهد راغبا فبمن يستدل ويهتدى واذا أصبح الغازى مرائيا والمرائي لا عمل له فمن يظفر بالعدى واذا كان التاجر خائنا فمن يؤمن ويرتضى واذا أصبح الملك ذئبا ضاريا فمن يحفظ الغنم ويرعى والله ما أهلك الناس الا العلماء المداهنون والزهاد الراغبون والغزاة المراؤن والتجار الخائنون والملوك الظالمون وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون. وفي معنى ذلك أنشد الشيخ الامام العالم العامل ذو السياحات والرياضات والبركات عبد العزيز الديريني الدميري لنفسه

اذا ما مات ذو علم وتقوى ... فقد ثلمت من الاسلام ثلمه

فيها لو انها أبقيت لك رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي ذر (والغزاة) المجاهدون (هم أسياف الله) ينتقم بهم من أعدائه (والتجارهم أمناء الله) استأمنهم على ما خولهم لينظر أيحفظون الامانة أم يضيعونها بالبخل ومنع الزكاة وطلب الرزق من غير حله (والملوك رعاة الخلق) لقوله في الحديث الامام راع (واذا أصبح الغازى مرائيا) غير مخلص عمله لله تعالى وجاء في الحديث الشرك الخفي ان يعمل الرجل لمكان الرجل رواه الحاكم عن أبي سعيد وللحاكم من طريق ابن عباس الشرك في أمتى أخفي من دبيب النملة على الصفا وللحاكم وأبي نعيم في الحلية عن عائشة الشرك أخفى في أمتى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلما وأدناه ان يحث على شىء من الجور ويبغض على شئ من العدل وهل الدين الا الحب في الله والبغض في الله قال الله تعالى فان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله (فائدة) روى الحاكم عن أبي بكر ان من قال اللهم اني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم واستغفرك لما لا أعلم يقولها ثلاث مرات اذهب الله عنه صغار الشرك وكباره وقال الفضيل ترك العمل لأجل الناس ريا والعمل لاجل الناس شرك والاخلاص أن يعافيك الله منهما (والمرائي لا عمل له) مقبول (فمن يظفر بالعدى) اذا كانت العاقبة للمتقين والرياء ينافي التقوى (واذا أصبح الملك) بكسر اللام يأكل الناس أكلا ذريعا فمثله كراعي غنم أصبح (ذئبا) بالهمز وتركه (ضاريا) إلفا معتادا (ما أهلك الناس) بالنصب (الا العلماء المداهنون) بالدال المهملة والنون وحقيقة المداهنة بذل الدين لصلاح الدنيا وليست المداراة مداهنة وحقيقتها بذل الدنيا لصلاح الدين أو دنيا (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا) نزلت في المشركين الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي منقلب) مرجع (ينقلبون) يرجعون قال ابن عباس الى جهنم والسعير (عبد العزيز) بن سعيد (الديرينى) بفتح المهملة وسكون التحتية وكسر الراء ونون نسبة الى ديرين محلة بمصر (الدميري) بفتح المهملة وكسر الميم وثلمت (بالمثلثة) مبني للمفعول كسرت (من) دين (الاسلام ثلمه) كسرة وأو لها مثلث والضم أشهر (فائدة) قال عطاء وجماعة في قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>