(٢) انظر مثلا: البخاري رقم (١٢٣٩) ، ورقم (٥١٥٣) وما قبله. ومسلم رقم (٢١٤٤) ، كل ذلك عن أبي طلحة الخزرجي الأنصاري النّجّاري (زيد بن سهل، ٣٤ هـ أو ٥١ هـ) العقبي النقيب البدري، شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكان من الشجعان الرماة، وكان جهير الصوت، وعن ذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة (مئة) » . سيرة ابن هشام، (١/ ٤٥٧) . أسد الغابة، (٢/ ٢٨٩) ، (٦/ ١٨١) . سير أعلام النبلاء، (٢/ ٢٧) . وزوجته أم سليم بنت ملحان النجارية الأنصارية، أم أنس بن مالك، وكانت صدرا في العاقلات المجاهدات بأسرهن. أسد الغابة، (٧/ ٣٤٥) ، رقم (٧٤٧١) . ولما رغب أبو طلحة الزواج منها قالت له: (أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يردّ، ولكنك كافر، فإن تسلم فذلك مهري، لا أسألك غيره، فأسلم، وتزوجها. فقالوا: فما سمعنا بمهر كان قط أكرم من مهر أم سليم: الإسلام) . سير أعلام النبلاء، (٢/ ٢٩) . نجد أنفسنا واقفين مع أبي طلحة أمام قضيتين فيهما غموض: الأولى: في سنة وفاته (سنة ٣٤ هـ) أو قبلها أو سنة (٥١ هـ) ، الفارق كبير. فعلى الأول (٣٤ هـ) في خلافة عثمان (٢٣- ٣٥ هـ) وعلى الثاني (٥١ هـ) ، لعل وفاته إذا في غزوة لفتح القسطنطينية سنة (٥١ هـ) . وكان من المشاركين فيها الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري الذي توفي هناك، حيث قد وصى أن يؤخذ جثمانه إلى أقصى مكان داخل أرض العدو ليدفن فيها، فدفنوه عند أسوار القسطنطينية. سير أعلام النبلاء، (٢/ ٤٠٢ ٤١٣) . مسند الإمام أحمد، (٥/ ٤١٩) . وهذا الاستنتاج ينسجم مع رغبته (أبو طلحة) في الخروج للجهاد استجابة للآية الكريمة انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا [التوبة: ٤١] .