للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكبارا، أطفالا وشيوخا- مرات ومرات مع كل منهم، أو كثير، مهمات تنوعت ومهما اقتضت واشتدت. بل هو صلّى الله عليه وسلم الذي يقترح ويحث على إنجاز الرغبات وتوفير الضرورات وتحقيق آمال البركات «١» .

ولقد كان ربيعة بن كعب الأسلمي يخدم الرسول صلّى الله عليه وسلّم متطوعا وحريصا، ويعتبر ذلك عبادة، ويكلف نفسه ما لا يكلف به أحدا، ويسعى به فرحا «٢» .

ما أجمل وأروع هذا الدين وأعظم خلق وفضل نبيه الكريم صلّى الله عليه وسلم. هذا الدين الذي اختار الله سبحانه وتعالى له هذا النبي العظيم، ورباه وأدبه وأعده على ما يريده سبحانه وتعالى من الخلق والفضل والعبودية لله. ذلك لكي يكون أهلا لحمل دعوة الله المباركة ووحيه المنزل على قلب هذا النبي الكريم والرسول العظيم صلّى الله عليه وسلم، قرآنا وسنة وسيرة. وبهذا تكون تربية أتباعه من الصحابة الكرام ومن تبعهم إلى يوم الدين. ويكون ذلك إعدادا فريدا يتناسب وهذا المنهج الرباني نفسه، ويسمو بهم إلى قمة عالية لا تدانيها أية من الواجهات والتربيات والمفهومات من كافة النواحي، نوعا ودرجة وطبيعة.

تراها كذلك وهي ترتقي في سلّم الصعود نحو القمم تتسامى، وغيرها يترنح في وهاد المستنقعات، لتظهر بوضوح حقيقة هذا المنهج وقوته ومصداقيته وروعته وفعاليته ومصدريته.

يرى ذلك في اتباعه، ويكون البناء عاليا والتأثير واضحا والأخذ به شاملا. وبلغ ذلك البناء إلى حد من التأثير والإثمار أن وجد الصحابة الكرام في تكاليفهم وبذلهم عبادة، بها يفرحون وعليها يقبلون وعلى الوفاء بها يصرون ولأجلها يسهرون وفي سبيلها يبذلون ولإعلائها يضحّون بكل ما يملكون، والنفس عندهم من أجلها قليلة. وهم يفعلون ذلك إيمانا واحتسابا وقربى. كيف لا والرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم قدوتهم وأسوتهم، وكان يجد راحته


(١) انظر: البخاري، رقم (١٢٣٩، ٥١٥٣) وقبلها.
(٢) ربيعة بن كعب الأسلمي. انظر: هنا، (ص ١٠٠- ١٠٤، ١٣٢، ١٤٢- ١٤٦، ٢٠٩ وبعدها) .

<<  <   >  >>