للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في العبادة. فهو الذي كان يقول لبلال في وقت الصلاة: «أرحنا بها يا بلال» أو: «يا بلال أقم الصلاة، أرحنا بها» «١» ، ويقول: «حبّب إليّ من دنياكم النساء والطّيب وجعلت قرّة عيني في الصلاة» «٢» .

ولقد قال الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم يوما لربيعة: «يا ربيعة ألا تزوّج؟» قلت: لا والله يا رسول الله ما أريد أن أتزوج، وما عندي ما يقيم المرأة، وما أحب أن يشغلني عنك شيء!! فأعرض عني، ثم قال لي الثانية: «يا ربيعة ألا تزوّج؟» فقلت: ما أريد أن أتزوّج، ما عندي ما يقيم المرأة، وما أحب أن يشغلني عنك شيء. فأعرض عني. ثم رجعت إلى نفسي فقلت:

والله لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعلم مني بما يصلحني في الدنيا والآخرة، والله لئن قال لي ألا تزوج؟ لأقولن: نعم يا رسول الله، مرني بما شئت. فقال لي:

«يا ربيعة ألا تزوّج؟» فقلت: بلى، مرني بما شئت، قال: «انطلق إلى آل فلان- حي من الأنصار، كان فيهم تراخ «٣» عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم- فقل لهم:

إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فلانة» ، لامرأة منهم.

فذهبت إليهم فقلت لهم: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني، فقالوا: مرحبا برسول الله وبرسول رسول الله صلّى الله عليه وسلم، والله لا يرجع رسول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلا بحاجته، فزوّجوني وألطفوني وما سألوني البينة «٤» .

وهكذا تمضي القصة وتتعدى ذلك إلى معاونته صلّى الله عليه وسلّم لربيعة في تهيئة كل متطلبات الزواج، بل حتى القران والوليمة، يحث المسلمين على إنجاز ذلك له ومعاونتهم إياه، بل وإعداد مقتضيات العرس والوليمة التي يحثّ


(١) رواه أبو داود، رقم (٤٩٨٥، ٤٩٨٦) . وورد في مسند الإمام أحمد، (٥/ ٣٦٤، ٣٧١) . زاد المعاد، ١/ ٢٦٥) .
(٢) مسند الإمام أحمد، (٣/ ١٢٨) ، (١٩٩) ، (٢٨٥) . حياة الصحابة، (٣/ ٨٩) . زاد المعاد، (١/ ٢٦٥) ، (٣/ ٢٥٠) ، (٣٣٦) .
(٣) «كان فيهم تراخ» : كانوا يأتونه قليلا.
(٤) حياة الصحابة، (٢/ ٦٦٩- ٦٧٠) . «ألطفوه» : قدموا له الهدايا وسرّوا به.

<<  <   >  >>