٢ تتفاوت درجات الغريب بمقدار العناية بحفظه، حتى يبلغ أحيانًا أن لا يعد غريبًا إلا ما ذهب معناه وشاهده من العلم: فقد كان إمام اللغة في عصره محمد بن علي الأنصاري الأندلسي المتوفى بالقاهرة سنة ٦٨٤هـ يقول: أعرف اللغة على قسمين: قسم أعرف معناها وشاهدها، وقسم أعرف كيف أنطق بها فقط. وسنذكر أشياء من عنايتهم بالغريب وحفظه في باب الرواية. ٣ نسبة إلى الحوش: وهي بقايا إبل وبار التي ذكرناها في أصل العرب، والمراد أن ذلك غريب نادر. ٤ ينسب ابن الكلبي ربى وحنينًا إلى عاد، ويجعل الاسمين من لغتهما ... وقال الفراء في كتاب "الأيام والليالي": خوان، من العرب من يشدده ومنهم من يخففه "ومنهم من يلفظه بالحاء"، ووبصان، منهم من يقول: بوصان، ومنهم من يقول: بصان؛ والحنين، منهم من يفتح حاءه ومنهم من يضمها. قال: وجمادى الآخرة يسمى ورنة ساكن الراء، ومنهم من يقول: رنة كزنة "وقد تقدم أن ورنة لذي القعدة، والفراء يسميه: هواعًا". وفي هذه الأسماء واشتقاق بعضها كلام كثير وقفنا عليه في كتب مختلفة، ولا حاجة لنا به في هذا الموضع. ٥ قلت: كما يقال في مضارع خاف: أخاف.