هذه هي الطبعة الثامنة من إعجاز القرآن لم نزد فيها شيئًا على ما كان في الطبعات السابقة، إلا ما كان من تعليق بعض الحواشي التي كان أعدها المؤلف -رحمه الله- وكتبها بخطه ثم أودعها غلافها إلى أوان فأعجله الموت عما أراد! وإلا ما دعت إليه من تعليقات قليلة في حاشية بعض الصفحات لتحقيق فكرة أو تبيان معنى أو الإشارة إلى مرجع.
وإني لأرجو أن أكون بما بذلت من جهد في تصحيح هذا الكتاب وضبط كلمه وتحقيق أصوله قد بلغت ما أردت حين نصبت نفسي لهذا العمل حرصًا على إبلاغ النفع، ووفاء بحق العلم على أهله، واعترافًا بما أدين وتدين العربية كلها للرافعي من أياد لم يجد من يشكرها ويذكره بها!
على أنه لا يفوتني أن أسأل القارئ المعذرة مما قد يجد في صفحات هذا الكتاب من أخطاء أعجل الزمن عن تصحيحها، أو اقتحمتها العين في التلاوة، أو خدعتني النفس فيها على سهوة، فإن ذلك مما لا يتهيأ التحرز من مثله في كل الوقت.
ولقد كنت على أن أشير في هذه الفاتحة، إلى تاريخ هذا الكتاب، والغرض الذي هدف إليه مؤلفه، وما بلغ به عند الأدباء وقراء العربية، ولكن المقام لا يتسع، فحسبي ما أثبت من ذلك في كتاب "حياة الرافعي" فليرجع إليه من يلتمس الوسيلة إلى شيء من هذا البيان، والله يهدي من يشاء.