٢ وقال الجاحظ في موضع من كتابه "الحيوان": ولي كتاب جمعت فيه آيًا من القرآن لتعرف بها ما بين الإيجاز والحذف؛ وبين الزوائد والفضول والاستعارات، فإذا قرأتها رأيت فضلها في الإيجاز والجمع للمعاني الكثيرة بالألفاظ القليلة فمنها قوله حين وصف خمر أهل الجنة: {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ} وهاتان الكلمتان جمعتا عيوب خمر أهل الدنيا، وقوله عز وجل حين ذكر فاكهة أهل الجنة: {لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ} جمع بهاتين الكلمتين جميع تلك المعاني. ا. هـ. وهذا الكتاب غير معروف ولا مسمى، ولا بد أن يكون قد ألم فيه بأبواب من الكلام في البلاغة استعان بها من بعده في هذا العلم. كما استعانوا بنحو ذلك من سائر كتبه المعروفة.