ذكرنا تاريخ الشعر وأفضنا في مناحيه، وبقي علينا تاريخ هذه الفنون التي أحدثها البلديون، وهي الموشح، والزجل، والدوبيت، والمواليا، والكان وكان، والقوما، وهذا الكتاب وإن كان ليس فيه متسع للفنون التي خرجت بها آداب اللغة الملحونة، ولكنا سنلم بها إلمامًا، ونتجوز في ذلك بعد أن نتكلم على الموشح مقتصرين على مبتدأ خبرها، فإن لها طرقًا ورجالًا؛ إذ هي آداب لغة منفردة يتكلم بها شعراء الناس، واستيفاء ذلك هنا يعد من تداخل التواريخ، وهو في رأينا دليل على فساد النظر وسوء الاحتمال لهذه العلوم؛ فلو أن مؤلفًا كتب في تاريخ لغة العامة وآدابها، ثم بسط في كتابه الكلام بأن يدل فضل اطلاعه على فساد صنعته في تأليف الكتاب، وكذلك ليس خلط الأعداد وهي مادة الحساب، مما يعد في شيء من صحة الحساب.