للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو قوله:

نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا نرى الآدب فينا ينتقر

غير أن حياة هذا البيت تاريخية لا شعرية؛ لأنه إنما سار وبقي للاستشهاد بألفاظه؛ ومن كلماته الجميلة قوله: "وعامت بضبعيها". إذ يصف الناقة بأنها تمد يديها كهيئة السابح، وقوله: "طراد الغرام" في صفة قومه بالبذل والسفه، وقوله في صفة الحرب يذكر قومه:

لا ترى إلا أخا رجل ... آخذًا قرنا فملتزمه

فهذه الكلمة "أخا رجل" في موضعها من أبلغ الكلم، بل هي من جوامعها؛ لأنها تدل على كثرة قومه وإقدامهم، وتوزعهم في الحرب توزع الآجال واستغراقهم أعداءهم، إلى نحو ذلك؛ ومن هذه القصيدة الحكمة السائرة:

للفتى عقل يعيش به ... حيث تهدي ساقه قدمه

ومما أختاره له في الحماسة قوله:

وأعلم علمًا ليس بالظن أنه ... إذا ذل مولى المرء فهو ذليل

وأن لسان المرء ما لم يكن له ... حصاة على عوراته لدليل

ولا يزال الكتاب لعهدنا يكتبون "علم ليس بالظن" وهم يظنون أنها معربة ... وقد جاءت في شعر إسلامي من شعر المائة الأولى: وأعلم غير الظن، وهي أبلغ وأوجز.

<<  <  ج: ص:  >  >>