الأفضل. قال عبد القادر بن محمد الحسيني الطبري من علماء القرن العاشر وممن استقبلوا القرن الحادي عشر أيضًا: اتفق لنا في بعض المجالس أن الوزير جمال الدين الحريري قرأها علينا "أي: رسالة المقري" مستعظمًا صنع الشيخ وصنيعه، مادحًا معانيه وبديعه، متحديًا الفقير وصاحبه الشيخ وجيه الدين عبد الرحمن بن عيسى بن مرشد بالإنشاء على منوالها والإتيان بمثالها.
وقد عارض الشيخان رسالة المقري مترادفين في الإنشاء [مترادفين] في العمل، والتزما في معارضتهما "السجع في النثر والكثرة في النظم؛ ولندرة هذا النوع من الكلام رأينا إثبات الرسالتين على هيئتي النثر والنظم فيهما*.
وقد ذكر الثعالبي في ترجمة بديع الزمان من "اليتيمة" أنه "يوشح القصيدة الفريدة من قوله بالرسالة الشريفة من إنشائه؛ فيقرأ من النظم النثر ومن النثر النظم" وهو يذهب إلى أن البديع كان شعره في سهولة نثره، ونثره في جزالة شعره ومعانيه؛ فلعل المقري أو سواه ممن يكون اخترع هذا النوع قد تنبه له من هنا؛ لأن ذلك ممكن التحقيق.
ولم نعثر على شيء من بعد [هاتين الرسالتين] إلى اليوم.
* قلت: ليس نص هاتين الرسالتين فيما تحت يدي من "الأصل". وكان التدبير أن أنقلهما من حيث أشار المؤلف إلى مصدرهما "ص٤٥ عيون المسائل من أعيان الرسائل" كما فعلت في فصول سلفت ولكن لم يتهيأ لي الحصول على ذلك المصدر، فرأيت الاكتفاء بهذه الإشارة هنا.