للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي معنى وعلي أي المقاصد تبنى، فقال أحدهم: تكون في مخدوم له، آثر بعدي ومطل وعدي. والمعنى تعتب وأذكرني سالف ذنب، وأوثر أن تخطب وده وتستنجز وعده، فكتبت:

"الكريم مرتجى؛ وإن كان بابه مرتجا؛ والندب يلتقى وإن كان بأسه يتقى؛ والسحب تؤمل بوارقها وإن رهبت صواعقها. ولحلم سيدنا أعظم من العتب بسالف ذنب، فماحي شرف الله بلثم كفوفها أفواه العباد، يغفر الخصية، ويوفر العطية. والمملوك مقر عرف أنه رب حق، بل مالك رق؛ ومقتضى من جوده العميم، نجاز وعده الكريم، بسالف كرمه المقيم؛ لا برح إحسانه شاملًا مدى السنين, إن الله يحب المحسنين".

فلما سطروها ونظروها، وعدوا حروفها واعتبروها، فرأوها وما قبلها كفّتي ميزان، عرية من الزيادة والنقصان، سألوا أن أجعل ربعها مأهولًا، وأعيدها سيرتها الأولى، فأجبت إلى ما طلبوا، وأمليت وكتبوا:

قفا نبك من أطلال ليلى فنسأل ... دوارسها عن ركبها المتحمل

وننشد من أدراسها كل معلم ... محاه هبوب الراسيات ومجهل

ونأخذ عن أترابها من ترابها ... صحيح مقال كالجمان المفصل

معاني هوى أقوى بها دأب بينهم ... كدأبي من تبريح قلب مقلقل

عفت غير سبع من رواكد جثم ... تحف بشفع من رواكض جفل

ورسم أواري بحبل مديدها ... لملي سقاه حول نؤدي معطل

فرفقًا بها رفقًا وإن هي لم تبح ... بلفظ ولا تأوي لسائل منزل

<<  <  ج: ص:  >  >>