للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزيادة، فإذا قال رجل: رأيت زيدًا، قالوا: أزيدنيه! ويقول: قدم زيد، فنقول: أزيدنيه! أما إذا كان آخر الكلمة مفتوحًا فإنه يجعلون الزيادة ألفًا، ويجعلونها واوًا إذا كان مضمومًا، وياء إذا كان مكسورًا، فإن قال: رأيت عثمان، قلت: أعثماناه! ويقول: أتاني عمر، فتقول: أعمروه! هكذا. فإن كان الاسم معطوفًا عليه أو موصوفًا، جعلوا الزيادة في آخر الكلام؛ رأيت زيدًا وعمرًا، فتقول: أزيدًا وعمرنيه! ويقال: ضربت زيدًا الطويل: فتقول: أزيدًا الطويلاه!

وذكر سيبويه أنه سمع رجلًا من أهل البادية وقيل له: أتخرج إن أخصبت البادية؟ فقال: أنا إنيه! وإنما أنكر أن يكون رأيه على خلاف الخروج١؛ وسيأتي وصف لغة أخرى للحجازيين في النوع التالي.


١ قال أبو علي القالي: زادت العرب "إن" إيضاحًا للعلم، ولذلك قالوا: إنيه؛ لأن الهاء والياء خفيان والهمزة والنون واضحان، كما زادوا إن في قولهم: ما إن فعلت كذا. فأما ما حكاه أبو زيد من قوله: أزيدنيه "بتثقيل النون" فإنما هذا على لغة من يقف على الحرف بالتشديد ... وقف على زيدن فشدد؛ فلما ألحق به العلامة حركه بالكسر؛ لأنه توهم أن التنوين أصل.
ومن قبيل حرف الإنكار الذي شرحناه، حرف التذكير. وهو أن يقول الرجل في نحو: سار، ومسير، ومن العام "مثلًا": سارا، يسيرو، من العامي؛ وذلك إذا تذكر ولم يرد أن يقطع كلام المتكلم، وهذه الزيادة تكون في اتباع ما قبلها إن كان متحركًا كما في زيادة الإنكار، فإذا أسكن ما قبلها حرك بالكسر، قال سيبويه: سمعناهم يقولون: قدى وألى، يعني في "قد فعل" وفي "الألف واللام - ال" إذا تذكر "الحارث" ونحوه، ثم قال: وسمعنا من يوثق به يقول: هذا أسيفني، يريد هذا سيف من صفته كيت وكيت "إذا تذكر صاحب هذه الصفات".

<<  <  ج: ص:  >  >>