ويقول المتنبي: لا يملك الطرِبُ المحزون منطقه … ودمعَه وهُما في قبضةِ الطرَبِوالطرب في البيتين يعني الحزن، وقد تطور معنى الطرب وسقط منه ملمح الحزن واستبقي ملمح الفرح، وصارت الكلمة تعني الفرح فحسب، أو اهتزاز النفس للجمال من نغم أو تعبير.
وعد: وكانت تستعمل في الخير والشر أيضًا ({النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} (الحج: ٧٢))، وقد صارت الآن تستعمل في الخير فقط، واختصت كلمة «وعيد» بالشر.
حمام: كانت تطلق على ذوات الأطواق وما أشبهها كالفواخت والقَماريِّ واليمام والقَطا، ثم ضاق معناها ليدل على ذلك النوع بعينه من الطيور.
الرَّثُّ: هو الخسيس من كل شيء، ثم قصر مدلولها على الخسيس مما يفرش أو يُلبس.
المُدام: في الأصل كل ما سكن ودام، ثم شاع استعمالها في الخمر لدوامها في الدن، أو لأنه يُغلى عليها حتى تسكن.
[(ج) التحول (النقل) Shift]
أي انتقال الكلمة من مجموعة من الأحوال إلى أخرى.
كانت كلمتا «ملاحة» Navigation و «ميناء» Port مقصورتين على مجال السفن أو المجال البحري والنهري، وقد انتقل معناهما الآن ليشمل المجال الجوي والبري، ويمكن أن يعد هذا أيضًا ضمن «التوسيع» الدلالي Widening.
كلمة Bead (خرزة) كانت في الإنجليزية القديمة Gebet وتعني التضرع والدعاء، إذ كان الكهنة الكاثوليك يعدون تسبيحاتهم وأدعيتهم على حبات منظومة في خيط، ثم صارت Bead أو Bede في الإنجليزية الوسيطة تدل على المعنيين: دعاء، وحبات عدِّ الأدعية.