العربية في أزمة؛ يجفوها أهلها ويهجرها بنوها، ولا يكاد يتقنها سدنتها وأحبارها.
العربية على فراش المرض، تعاني من تضخم في القواعد والأصول، وفقرٍ في المصطلح، وعجزٍ عن مواكبة الجديد ومجاراة العصر.
الداء واضحٌ للعيان، ولم يعد بالإمكان إخفاؤه، فبئس الدواء إنكار المرض، وبئس الحل إنكار المشكلة.
وقد رأيت الناس في هذا الأمر واحدًا من اثنين: إما كاره للعربية بطبيعته ومستصعب بها وراغب في أن يسمع نعيها في أسرع وقت، وإما متزمِّت يريد أن يحنطها كما هي ويقف بها حيث وقف الأسلاف منذ أكثر من ألف عام، وفي الكتاب الذي بين يديك يخط الدكتور سليمان جبران طريقًا ثالثًا أكثر واقعيةً وحصافةً ونبلًا.
(١) تعبير مأثور عن الشيخ أمين الخولي، جدير بالذكر أن هذا المقال مقدمة لكتابٍ في التجديد اللغوي، فلم يكن بد من وجود بعض التداخل بينه وبين الأفكار الواردة بالكتاب، وجدير بالذكر أيضًا أن آراءنا في بعض المسائل قد تعدلت بعض الشيء في الكتاب عما كانت عليه في هذا المقال.