للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسلوب لا سيما: مثل: «أكثروا من الضحك لا سيما خالد.» في «تجديد النحو» يقول د. شوقي ضيف: «تكلَّف النحاة في إعراب صيغة لا سيما صورًا كثيرة من التكلف البعيد، فقد ذهب أبو علي الفارسي إلى أن «سيَّ» حال، وذهب ابن هشام في كتابه المغني إلى أن «لا» نافية للجنس، و «سي» اسمها، و «ما» زائدة، و «خالد» بعدها مضاف إلى سي مجرور، أو مرفوع على أنه خبر لمضمر محذوف أي «لا سيما هو خالد»، و «ما» حينئذٍ - إما موصولة وإما نكرة موصوفة بالجملة بعدها، وذهب بعض النحاة إلى أن «لا سيما» أداة استثناء وما بعدها منصوب. ويستخلص من هذه الآراء أن ما بعد «لا سيما» يمكن أن يكون مجرورًا أو منصوبًا أو مرفوعًا، وإذن ففيم كل هذا العناء في الإعراب وما بعدها يجوز فيه الرفع والنصب والجر؟ طبيعي لذلك أن يلغى إعراب لا سيما من الكتاب». (١) وهكذا نختصر قاعدة لا سيما في كلمات أربع: «ما/ بعد/ لا سيما/ مثلثة»

فلا يفوتنا شيء مما يتصل بالنطق العربي السليم، (٢) وهكذا يتبين لنا أي نزيف للجهد يحيق بالطالب فيما لا طائل منه إلا النهج والدوار، وثأرٌ لا شعوريٌّ من هذا العلم الثقيل وهذا الكتاب المضجِر.

[(٥ - ٢) في مجال التعليم]

توجز الدكتورة بنت الشاطئ أزمة تعليم العربية في فقرة مأثورة:

ليست عقدة الأزمة في اللغة ذاتها، العقدة فيما أتصور هي أن أبناءنا لا يتعلمون أن اللغة لسان أمةٍ ولغة حياة، وإنما يتعلمونها بمعزلٍ عن سليقتهم اللغوية، قواعد صنعةٍ وقوالب صماء، تجهد المعلم تلقينًا والتلميذ حفظًا، دون أن تكسبه ذوق العربية ومنطقها وبيانها.


(١) د. شوقي ضيف: تجديد النحو، دار المعارف، القاهرة، ط ٥، ٢٠٠٣، ص ٢٧.
(٢) يلحق بذلك أيضًا اقتراح لجنة المعارف المصرية بإغفال إعراب صيغ التعجب، والاستغاثة، والندبة، والإغراء، والتحذير، وتوجيه العناية إلى درس طرق استعمال هذه الأساليب.

<<  <   >  >>