للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«الهمزة» فيعطف ب «أم» بعدها: جاء في الحديث الشريف: «هل تزوجت بكرًا أم ثيبًا؟» وقال الشاعر:

هل اللهُ عافٍ عن ذنوبٍ كثيرةٍ … أم اللهُ إن لم يعفُ عنها يعيدها؟ (١)

[بمثابة]

يقولون: لا تقل «كان لي فلان بمثابة الأخ»، والصواب «كان لي كالأخ» أو «مثل الأخ»؛ «لأن المثابة تعني: المنزل، والملجأ، والمرجع، ومجتمع الناس بعد تفرقهم، ومبلغ تجمع ماء البئر، وما أشرف من الحجارة حول البئر، والجزاء.» (٢) وأقول: لماذا نخسر هذا اللفظ المهم في معناه الجديد المولَّد الذي يفوق الكاف و «مثل» في قوة الدلالة ورشاقة التعبير في سياقات معينة؟ يقول الأستاذ العقاد: « … إن هذه القضية بمثابة خطر دائم على السلام.» (٣) وقد جاء في «معجم الصواب اللغوي»: «ذكرت المعاجم أن المثابة هي البيت والملجأ والمنزل، ولما كانت هذه المعاني يجمعها معنى المكان صح أن يقال: أنت لي بمكان الأخ، أو بمثابة الأخ، وليس هذا الاستعمال حديثًا، فقد ذكر دوزي أنه ورد في الأحكام السلطانية للماوردي، ومقدمة ابن خلدون.» (٤)

كرَّس تكريسًا

يقولون: لا تقل «كرَّس نفسه للعلم»، والصواب «وقف نفسه للعلم، أو على العلم»؛ لأن «كرَّس» هنا لفظة دخيلة على العربية (يونانية)، أما في العربية فإن للفعل «كرَّس» معاني أخرى: كرس الأشياء: ضم بعضها إلى بعض، كرس البناء: أسسه، كرس اللآلئ والخرز: نظمها في خيوط، فهي مكرسة.

وأقول: إذا كانت كلمة «التكريس» Devotion يونانية تكون كلمة مولَّدة مهمة في سياقات كثيرة، ولا يصح التنازل عنها، ولا بأس في هذه الحالة بأن نقترض من اللغات


(١) يظهر اللبس في الكتابة بخاصة؛ لأن النطق يميز بين المعاني المختلفة بتغيير مواضع النبر.
(٢) د. مصطفى جواد: قل ولا تقل، ص ١٣١.
(٣) معجم الصواب اللغوي، ج ٢، ص ١٠٠٧ - ١٠٠٨.
(٤) محمد العدناني: معجم الأخطاء الشائعة، ص ٥٣.

<<  <   >  >>