الولد الذي صاروا له ولدا وغير ذلك مما لم يشركها فيه أحد من بناته سواها وكانت في وقت استحقاق زينب الفضيلة صغيرة ممن لا يجري لها ثواب بطاعاتها ولا عقاب بخلافها ثم بلغت بعد وسادت بما فضلها الله أفضل الله أفضل من زينب وغيرها وفي تفضيلها آثار كثيرة.
منها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يعودها فقال: "أي بنية كيف تجدك"؟ قالت: والله يا رسول الله إني لوجعة وأنه ليزيدني وجعا إلى وجعي أنه ليس عندي ما آكل فبكى صلى الله عليه وسلم وبكت فاطمة وبكى معهما عمران بن حصين فقال لها: "أي بنية أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين" قالت: يا ليتها كانت وأين مريم بنت عمران فقال لها: "أي بنية إنها سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك والذي نفسي بيده لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة ولا يبغضه إلا منافق".
ومنها عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خط أربعة خطوط ثم قال:"أتدرون ما هذا"؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون" فإن قيل: روى كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام قيل: يحتمل أن يكون هذا قبل بلوغ فاطمة الرتبة التي ذكرها صلى الله عليه وسلم فلا تضاد.