للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مزمار أبي موسى

عن عائشة وأبي هريرة وسلمة بن قيس وابن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع قراءة أبي موسى الأشعري فقال: "لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود"، وفيما روي عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم وسمع أبا موسى يقرأ القرآن فقال: "لكأن أصوات هذا من أصوات آل داود".

معنى إضافة صوته إلى صوت آل داود هو أن الله تعالى قال: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} الآية أي: سبحي وقيل ارجعي معه من لا يأب ولما كانت تلك الأشياء مأمورة بالتسبيح معه كأن كل مسبح معه إلا له لأتباعهم كقوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} فسماهم آلا له لاتباعهم فرعون بعمله وبكفره ومنه قيل آل إبراهيم وآل محمد وإذا كان الآل استحقوا لمتابعتهم إياه كان هو أولى بالاستحقاق فمثله أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود وهي تسبيحهم الذي كان داود سببه وإن ما أضيف من المزامير إليهم مضافة إليه فكأنه قال صلى الله عليه وسلم: "لقد أوتي مزمارا من مزامير داود" والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>