عن ابن عباس لا وحي إلا القرآن ما قاله رأيا بل توقيفا وليس فيه ما يدفع أن يوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأشياء كثيرة ليست في القرآن ويكون معنى قوله: لا وحي إلا القرآن أي: القرآن نفسه وما أمر به القرآن مما لم يقله إلا بالقرآن لأن الله عز وجل قال لنا فيه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} الآية ويكون هذا مراد ابن عباس كما كان مراد علي بن أبي طالب في جواب سؤال أبي جحيفة عنه هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء سوى القرآن قال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى القرآن إلا أن يؤتي الله فهما في القرآن وما في الصحيفة قال: قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر فحلف بما حلف ومعه من السنة ما قد كان معه التي منها الوحي الذي يوحي إليه مما ليس هو بقرآن لأن ما كان معه من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم داخل في القرآن إذ كان قبولهم إياه منه صلى الله عليه وسلم بأمر القرآن إياهم به يحتمل أن يكون قوله: لا وحي سوى القرآن من باب لا عالم سوى فلان يعني هو في أعلى مراتب العلم وكل عالم سواه
= ولا شريعة محفوظة وبلغتهم كلهم دعوة نوح لطول عمره وقلة أهل الأرض في زمانه وتقارب بلدانهم فلزمهم كلهم اتباعه أن يبذلوا وسعهم في تعرف دعوته وتعلم شريعته فلما اتفق هذا أن يقال أنه بعث إلى أهل الأرض جميعا ولكن هذا المعنى غير المعنى في بعثة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى أهل الأرض جميعا ولزمهم جميعا اتباعه حتى لو كان في عهده أنبياء لزمهم اتباعه كما في الحديث لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي وكذلك من كان من الأقوام عندهم شريعة يرونها محفوظة لم يغنهم ذلك بل عليهم اتباع محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشريعته وقد قام صلى الله عليه وآله وسلم بما أمكنه من التبليغ بنفسه وبرسله وبكتبه ثم أمر أمته بتبليغهم ذلك والله الموفق. اليماني.