روي مرفوعا أن للقرشي مثلي قوة الرجل من غير قريش ما يراد بذلك إلا تنبيل الرأي فيكون المراد به قرشي صاحب رأي لا غير لأن الشيء إذا وصف به رجل من قوم ذوي عدد جاز أن تضاف الصفة إلى أولئك القوم جميعا وإن كان الموصوف بها خاصا منهم منه قوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} أي: المؤمنين منهم ومنه قوله تعالى: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ} أي: من لم يؤمن به لا جميعهم وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: "واشدد وطأتك على مضر"، أي: على من لم يؤمن منهم ومنه قوله تعالى: {كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} بالإضافة واختاره أبو عبيد لإجماعهم على {نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ} بالإضافة ولم يقل أحد فيه بالتنوين فاحتج عليه بأن هنا لو كان بالإضافة يلزم النفي عمن سواهم فأجاب أبو عبيد بأن الشيء إذا كثر جاز أن يضاف إلى إلى كله ما كان من بعضه فيجوز أن يقال لبعض الناصرين ناصروا الله اتفاقا، وفيما روي عنه صلى الله عليه وسلم "انظروا إلى قريش واسمعوا قولهم وذروا فعلهم"، ليس على عمومه أي: اسمعوا من ذوي القول منهم الذي يجب سماعه لا من سواهم ممن ليس بذي القول المسموع شرعا وكذلك وذروا فعلهم أي: من كان من ذوي الفعل المذموم لا من سواهم من ذوي الفعل المحمود.