يرفع العلم فيه بعد ذلك الوقت مثل قوله تعالى:{هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} ليوم لم يجئ بعد يدل عليه احتجاجه صلى الله عليه وسلم لضلالة أهل الكتابين وعندهم التوراة والإنجيل وإنما كان ذلك بعد ذهاب أنبيائهم فكذلك ما تواعد به رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته في هذا الحديث إنما يكون بعد إيابه وبعد ذهاب من تبعه وخلفه بالرشد والهداية من أصحابه، وقول شداد أول ما يرفع من ذلك الخشوع يدل عليه لأن الخشوع من صفات الصحابة قال تعالى:{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} الآية فلا يكون إلا بعد انقراضهم والمراد بأوعية العلم العلماء فإن الله تعالى يقبض العلم بقبض العلماء يؤيده ما روى مرفوعا أنه لا تزال الأمة على شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث يقبض منهم العلم ويكثر فيهم ولد الخبث ويكثر فيهم الصقارون وهم قوم تحية بينهم التلاعن عند التلاقي.