ما أنا آمرك أن تطلق وما أنا بالذي آمرك أن تمسك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الوالدة أوسط باب الجنة فاحفظ ذلك الباب أو ضيعه" -أو كما قال صلى الله عليه وسلم- لم يقطع بالجواب والحق أن يطيعها.
عن ابن عمر كانت عندي امرأة أحبها وكان أبي يكرهها فأمرني أن أطلقها فأبيت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:"يا عبد الله طلق امرأتك"، فطلقها فإذا كان بر الوالد ذلك ففي الوالدة وحقها أكثر وأوجب.
وعن أبي هريرة جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أولى الناس بحسن الصحبة مني قال: "أمك" قال: ثم من؟ قال:"أمك" قال: ثم من؟ قال:"أبوك"، قيل للأم ثلثا البر، وروى مرفوعا في جواب أي الناس أحق مني بحسن الصحبة؟ قال:"أمك" قال: ثم من؟ قال:"أمك" قال: ثم من؟ قال:"أمك" ثلاث مرات قال: ثم من؟ قال:"ثم أبوك"، فعلى هذا للأم ثلاثة أمثال ما للأب وهو أصح من الأول لأن راوية شجاع وهو أحفظ من سفيان بن عيينة١.
١ شجاع هو ابن الوليد كما في المشكل وقد تكلموا فيه حتى قال له ابن معين مرة يا كذاب راحع ترجمته في التهذيب ٤/٣١٣ وابن عيينة احفظ من مائة مثل الشجاع وعبارة الطحاوي قد يحتمل أن يكون ابن عيينة ذهب عنه في ذلك ما حفظه شجاع لأن ابن عيينة إنما كان يحدث من حفظه وشجاع كان يحدث من كتابه وهذه عبارة لا بأس بها- ح.